رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كاراس السائح
معني اسم كاراس : سيد أو سلطان وهو اسم فارسي أو عيلامي . karas ينطق بالعربية: كـــــــــــــــــــــاراس وينطــــــــــق بالقبطية :Kapoc كاروس وينطق بالعبيرية : Koresh كورش وينطق باليونانيـــــة :ςΚυρο كيروس وينطق بالفارسية :Kursh كوروش وينطق بالانجليزية :Cyrus سيروس وينطق بالبابلية :Kurash كوراش ================================= مخطوط بدير السيدة العذراء والانبا يحنس كاما (السريان ) سيرة القديس الانبا كاراس السائح ( الساعات الاخيرة من حياة القديس الانبا كاراس السائح يرويها القديس الانبا بموا ) يقول لنا الانباء بموا أعلمكم يا اخوتى بما يجرى فى يوم من الايام سمعت صوتا يقول لى ثلاث مرات يا بموا يا بموا يا بموا وهنا لفت انتباهى ان هذا الصوت صوت من السماء وغير مالوف لدى اذ لم ينادينى احد احد باسمى كثيرا فرفعت عينى الى السماء وقلت تكلم يارب فاءن عبدك سامع . فقال لى الصوت قم يا بموا واسرع عاجلا الى البرية الجوانية حيث تلتقى بالانبا كاراس فتاخذ بركتة لانة مكرم عندى جدا اكثر من كل احد لانة كثيرا ماتعب من اجلى " وسلامى يكون معك " فخرجت من كنيستى وسرت فى البرية وحدى فى فرح عظيم وانا لست اعلم الطريق فى يقين ثابت ان الرب الذى امرنى سوف يرشدنى ... ومضى ثلاث ايام وانا اسير فى الطريق وحدى وفى اليوم الرابع وصلت لاحدى المغارات . وكان الباب مغلق بحجر كبير فتقدمت الى الباب وطرقتة كعادة الاخوة الرهبان وقلت اغابى "اى محبة " بارك على يا ابى القديس وللوقت سمعت صوت يقول لى جيد ان تكون هنا اليوم يا بموا كاهن كنيسة جبل شهيت الذى استحق ان يكفن جسد القديسة " ايلارية " ابنة الملك العظيم زينون . ثم فتح لى الباب ودخلت وقبلنى وقبلتة ثم جلسنا نتحدث بعظائم اللة ومجدة فقلت يا ابى القديس هل يوجد فى هذا الجبل قديس اخر يشبهك فتطلع الى وجهى واخذ يتنهد ثم قال لى " يا ابى الحبيب يوجد فى البرية الجوانية قديس عظيم ,, العالم لا يستحق وطأة واحدة من قدمية وهو الانبا كاراس "وهنا وقفت ثم قلت لة " اذن يا ابى من انت " فقال لى انا اسمى (سمعان القلاع) وانا لى اليوم ستون سنة لم انظر فى وجة انسان واتقوت فى كل يوم سبت بخبزة واحدة اجدها موضوعة على هذا الحجر والذى تراة خارج المغارة وبعد ان تباركت منة سرت فى البرية ثانيا ثلاثة ايام بين الصلاة والتسبيح حتى وصلت الى مغارة اخرى كان بابها مغلقا فقرعت الباب وقلت " بارك على يا ابى القديس " فأجابني حسنا قدومك الينا يا قديس الله انبا بموا الذى استحق ان يكفن جسد القديسة " ايلارية " ابنة الملك زينون ادخل بسلام فدخلت ثم جلسنا نتكلم وقلت لة انه فى هذة البرية قديس اخر يشبهك فإذا به يقف ويتنهد قائلا لي اعرفك يا ابى ان داخل هذه البرية قديس عظيم ,, صلواته تبطل الغضب الذى يأتي من السماء هذا الذى هو حقا شريك الملائكة فقلت له وما هو اسمك يا ابى القديس فقال لى اسمى ( أبامود القلاع ) ولى فى البرية تسعة وتسعون سنة و أعيش على هذا النخيل الذى يطرح لي التمر و اشكر المسيح وبعد ان باركني خرجت من عنده بفرح وسلام وسرت قليلا وإذا بي أجد انى لا استطيع ان انظر الطريق ولا استطيع ان اسير وبعد مضى الوقت فتحت عيني فوجدت نفسى اسير امام مغارة في جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعت وقلت أغابى وللوقت تكلم معي صوت من الداخل قائلا : حسنا انك اتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله الذى استحق ان يكفن جسد القديسة ايلارية ابنة الملك زينون . فدخلت المغارة واخذت انظر اليه لمده طويلة لأنه كان ذا هيبة ووقار. فكان انسانا منيرا جدا ونعمة الله في وجهه وعيناه مضيئتان جدا وهو متوسط القامة وذو لحية طويلة لم يتبقى فيها الا شعيرات سوداء قليلة ويرتدى جلبابا بسيطا وهو نحيف الجسم وذو صوت خفيف وفى يده عكاز. ثم قال لي : لقد اتيت اليوم واحضرت معك الموت لأنى لي اليوم زمان طويل في انتظارك أيها الحبيب . ثم قلت له ما هو اسمك يا ابى القديس ؟ فقال لى : اسمى كاراس . قلت له : كم من السنين لك في هذه البرية ؟ قال : منذ سبع وخمسين سنه لم انظر في وجه انسان . وكنت انتظرك بكل فرح واشتياق . ثم مكثت عنده يوما وفى نهاية اليوم مرض قديسنا الانبا كاراس بحمى شديدة وكان يتنهد ويبكى ويقول : الذى كنت أخاف منه عمرى كله جاءنى فيارب الى اين اهرب من وجهك ؟ كيف اختفى ؟ حقا ما ارهب تلك الساعة كرحمتك يارب وليس كخطاياي. ولما اشرقت شمس اليوم التانى كان الانبا كاراس راقدا لا يستطيع الحراك وإذا بنور عظيم يفوق نور الشمس يضئ على باب المغارة ثم دخل انسانا منيرا جدا يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس، وفى يده صليب مضيء ، وكنت في ذلك الحين جالسا عند قدمى القديس كاراس . وقد تملكنى الخوف والدهشة واما هذا الانسان النورانى فقد تقدم نحو الانبا كاراس ووضع الصليب على وجهه ثم تكلم معه كلاما كثيرا واعطاه السلام وخرج . فتقدمت الى ابينا القديس الانبا كاراس لاستفسر عن هذا الانسان الذى له كل المجد فقال لى بكل ابتهاج هذا هو السيد المسيح وهذه هي عادته معى كل يوم ياتى الى ليباركنى ويتحدث معى ثم ينصرف فقلت له: يا ابى القديس انى اشتهى ان يباركنى رب المجد فقال لى انك قبل ان تخرج من هذا المكان سوف ترى الرب يسوع في مجده ويباركك ويتكلم معك أيضا ولما بلغنا اليوم السابع من شهر ابيب وجدت الانبا كاراس قد رفع عينيه الى السماء وهى تنهمر بالدموع ويتنهد بشدة , ثم قال لى إن عمودا عظيما قد سقط في صعيد مصر وخسرت الأرض قديسا لا يستحق العالم كله ان يكون موطئا لقدميه . انه القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين وقد رايت روحه صاعدة الى علو السماء وسط ترتيل الملائكة واسمع بكاء وعويلا على ارض صعيد مصر كلها وقد اجتمع الرهبان حول جسد القديس المقدس يتباركون منه وهو يشع نورا .ولما سمعت هذا احتفظت بتاريخ نياحة الانبا شنودة في السابع من ابيب . وفى اليوم التالى اى الثامن من ابيب إشتد المرض على ابينا الانبا كاراس وفى منتصف هذا اليوم ظهر نور شديد يملا المغارة ودخل الينا مخلص العالم وامامه رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال ولفيف من الملائكة ذو الستة اجنحة واصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحة بخور . وكنت جالسا عند قدمى الانبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وجلس على رأس الانبا كاراس الذى امسك بيد مخلصنا اليمنى وقال له : من اجلى يا ربى وإلهى بارك عليه لانه قد اتى من كورة بعيدة لاجل هذا اليوم فنظر رب المجد الى وقال : سلامى يكون معك يا بموا , الذى رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لاجل الانتفاع به . اما انت يا حبيبى كاراس فكل انسان يعرف سيرتك ويذكر اسمك على الأرض فيكون معه سلامى واحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين وكل انسان يقدم خمرا او قربانا او بخورا او زيتا او شمعا تذكارا لاسمك انت اعوضه اضعاف في ملكوت السموات وكل من يشبع جائعا او يسقى عطشانا او يكسى عريانا او يأوى غريبا بإسمك انا اعوضه اضعافا في ملكوتى ومن يكتب سرتك المقدسة اكتب اسمه في سفر الحياه وكل من يعمل رحمه في يوم تذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر . والان يا حبيبى كاراس اريدك ان تسألني طلبة اصنعها لك قبل انتقالك . فقال له الانبا كاراس : يا ربى لقد كنت أتلو المزامير ليلا ونهارا وتمنيت ان أنظر داود النبى وانا في الجسد . وفى لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به . فقال الانبا كاراس : إننى أريد ان اسمع العشرة دفعه واحدة والالحان والنغمات معا . فحرك داود قيثارته وقال كريم امام الرب موت احباؤه , وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس في إبتهاج عظيم اذا بنفس القديس تخرج من جسده المقدس الى حضن مخلصنا الصالح الذى اخذها وقدمها واعطاها لميخائيل رئيس الملائكة . ثم ذهبت انا بموا وقبلت جسد القديس كاراس وكفنته فأشار لي رب المجد بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بتراتيل وتسابيح امام نفس القديس وتركنا الجسد في المغارة ووضع رب المجد يده عليها فصارت كأن ليس لها باب قط يُفتح، وصعد الكل الى السماء بفرح وبقيت انا وحدي واقفا في هذا الموضع حتى غاب عنى هذا المنظر الجميل ثم أغلقت عينى من شدة النور والمنظر الجميل وعندما فتحت عينى وجدت نفسى امام مغارة أبينا الانبا أبامود القلاع فأقمت عنده ثلاثة أيام ثم تركته وذهبت الى الأنبا سمعان القلاع ومكثت معه ثلاثه أيام أخرى ثم تركته ورجعت الى جبل شيهيت حيث كنيستى , هناك قابلت الأخوة كلهم وقلت لهم سيرة القديس الطوباوي الأنبا كاراس السائح العظيم وكلام قديسنا عن نياحة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين . وبعد خمسة أيام جاءت إلينا رسالة من صعيد مصر تقول أن القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين قد تنيح بسلام في نفس اليوم الذى راه الانبا كاراس . بركة السيدة العذراء مريم ام النور والقديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين والانبا كاراس السائح تكون معنا ولربنا المجد الدائم الى الابد امين . |
|