رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة لنيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط ١٢ أكتوبر ٢٠١٥ الجليل أُلقيت بفمه الطاهر بمناسبة احتفال مطرانية أسيوط بعيد الشهيد أبادير و اخته ايريني بتاريخ 6/10/1991 + مجداً و اكراماً للثالوث الاقدس الأب و الابن و الروح القدس إله واحد أمين † تحتفل كنيستنا بأسيوط بعيد شهيدها القديس ابادير و شهيدتها القديسة ايريني اخته كلنا بنحتفل اليوم بعرس الشهيدين اللي احنا بنحتفل بيهم و الي كل منهم قدم نفسه عروس للمسيح الهنا عريس الكنيسة و عريس نفوسنا ايضا † احنا في عرس حقيقي و جينا نحضر كلنا الوليمة الخاصة بهذا العرس . الشهيد ابادير كان قائد في الجيش في المملكة الرومانية ايام الامبراطور الروماني الكافر دقلديانوس” ابادير” شاب ممتلئ صحة و قوة ابوة و امة منتظرين يزوجوه و اخته “ايرينى” شابة ممتلئة صحة و جمال .ابادير و ايريني ابوهم وزير في المملكة يعنى اسرتهم مركزها مرموق، اغنياء ،اصحاب جاه و سلطان و الاضطهاد الظلامى وقتئذ القائم في المملكة الرومانية معتم .. يحب ابادير المسيح و كذلك ايريني ، وصلت المسيحية الى اعماق قلبيهما و غزت قلب كل واحد فيهم و المسيح اصبح متربع جواه وبالفكر الواحد الذى جمعهما تساءلا هانقعد هنا في المملكة و فية مسيحيين بيتعذبوا علي اسم يسوع في مصر ؟! طب و ليه اختاروا يستشهدوا في مصر طب ما بيتعذبوا في روما ، روما فيها اضطهاد ايضا .لكن العذاب و الاضطهاد بلغ اشده في بلادنا المصرية و تفنن ولاتها في انزال العقاب القاسى بكل مسيحي كان اللي يقول انا مسيحي في روما يقولوا ابعتوه الى مصر و كلمة (ابعتوه لمصر) وخصوصا لما يقول ابعتوه هناك عند والي انصنه مركز المنيا (بقي يطب ساكت يموت من الخوف) يعنى قبل ما يوصل يكون مات . † الوالي ده اريانوس كان بيتفنن في كيفية تعذيب المسيحيين واذهاق نفوسهم و “ابادير” عمل حساب لكل المساءل ديه لان نفسه قدمها للمسيح عروس ِملكه لماذا ؟ قدمها “ليسوع” بقي هو العريس.. و ايريني تعرف الكلام ده و الاثنين اتفقوا سويا و بدأوا يخففوا الأمر عن الأم و عن العائلة كلها اللي بدأت تشعر بالأمر لأن تصرفات الولد و البنت اصبحت تصرفات غير مألوفة (تصرفات مسيحية) ومع ذلك كان ابادير و ايريني يحاولوا اخفاء الأمر لكي لا تعوق المسيرة.. المسيرة نحو المسيح المصلوب الذي صلب لأجلي ولأجل كل واحد منا المسيرة نحو الاستشهاد . † نختصر و نقول ان ابادير و اخته سافروا خلسة ، سافروا سرا ، ووصلوا الاسكندرية و حسب التوجيه الالهى و الرؤيا السمائية التى ظهرت لكل منهما من قبل رب المجد وصلوا إلى الاسكندرية و بارشاد وصلوا إلى انصنه و هنالك القضية . هما نفسهم مش محتاجين ان واحد يوصلهم لمن سيحكم عليهم بالعذاب؟ ده هما راحوا بنفسهم واعلنوا انهم مسيحيون قدام الوالي من غير ما حد يوصلهم زيهم زى اخرين . اقصي درجات العذاب و الاضطهاد كانت في بلادنا.. فلماذا نهرب نحن من اقل شيء ؟ يجب ان نثبت علي ايماننا، اذا كان اولئك الغرباء قد وصلوا إلى بلادنا فما بالنا نحن ابناء الشهداء ؟ اباؤنا و اجدادنا قدموا انفسهم رخيصة و سهلة بدون اى خوف او تردد لأنهم رأوا ان ابواب اورشاليم السمائية المفتوحة على مصاريعها ،ابوابها الواسعة لكل انسان يؤمن بيسوع ويضع قلبه بين يديه . † وصلوا ابادير و ايريني لغاية الوالي فحاورهم انت مين ؟ انا واحد بااؤمن بالمسيح من فضلك قولي اسمك و بلدك واصبحت قضية انا همسك واحد و اقدمه للاستشهاد بدون ما اعرف اسمه؟ و استعلم رغبته؟ ان كانت دى رغبتكم اخبروني باسماءكم. قال انتوا عقلاء ولا مش عقلاء قالوا :عقلاء و في كامل عقلنا.. طيب من فضلك اسمك ايه ؟”ابادير: فكر هوة لو قال اسمه و قال عمله الراجل الوالى هيخاف منه لانه يعرف والده القائد في جيش الامبراطور. و في الامبراطورية الرومانية مركز والده كبير قال للوالي اسمع انا هاقولك اسمي بس الموضوع عاوز كلمة شرف اعطيني وعدا انك ماترجعش في كلامك و ان الامر بقطع رقبتي يجب ان يتم وسجل الوالي علي نفسه عهدا بانه لا يتراجع في قطع رقبة الشهيد ابادير و قطع رقبة اخته ايريني فاخبره بالقول انا ابادير و ابادير اسم رنان قبل ما يكمل كلامه استفسر الوالي تقصد القائد اللى فى جيش الامبراطور ؟ ايوة ده ان سمع الامبراطور بالقضية دى ده انا رقبتي ستقطع .ازاى انا اقدر انفذ هذا الامر؟ فقاله ماتخافش و اخبره بالقول: انت ايضا سوف تؤمن بالمسيح و سوف تكون ايضا شهيدا مثلي . هيا نفذ و تم فيهما الأمر ونفذ الحكم و قطعت رأسيهما كلاهما . † هنالك شماس اسمه صموئيل حسب الوعد و الارشاد الالهى اخذ الجسدين كفنهما بأطياب إلى أن وصلا إلى مدينة اسيوط و كانت لهم الكنيسة التى على اسمهم الان كنيسة الشهيد ابادير . † قضية الشهيدين قضية متكررة على مدى الايام حتى و ان كنا الان بعيدين عن الزمن القديم الذي تمت فيه هذه القضية و لكن يجب ان تتوقع و تتمني ايضا في كل لحظة ان يكون لك هذا النصيب المقدس الكريم و النفس التى تبذل حبا في يسوع و تكون عروسا لعريسها ما اكرمها و امجدها وما اعظمها . نتمى و ياريت مش نهرب لدى اقل كلمة او شتيمة او اى حركة تمس معيشتنا او تمس مستقبلنا او درجات اولادنا في امتحاناتهم كل ده مسائل تافهة لا تذكر بجانب مجد السماء التى يتمجد فيها القديسون هنالك مع العريس مع رب المجد يسوع المسيح . † ايه رأيكم في الوليمة ديه ؟ وليمة العرس؟ النهاردة في وليمة تانية و عرس تانى و الوليمة النهاردة استمعنا عنها فى الانجيل .. انجيل اليوم و الوليمة حسب الايات و السطور التى قرأت هى وليمة اقامها واحد فريسي اسمه سمعان و سمعان ده راجل متدين ليه مكانته بين شعبه وليه اسمه و مركزه قال للمسيح اتفضل تعالي تناول الطعام عندى ، المسيح ليس فى حاجة الى ان يأكل عند سمعان او غير سمعان هو لا يتطلع الى هذا لكنه لبي الدعوة عسي ان تغزو محبتة قلب سمعان ، ويصل الى اعماقه و عسي ان يتفهم سمعان رسالة المسيح وخلاص المسيح . † لننصرف عن وليمة سمعان و هناك وليمة اجمل و اكرم من وليمة سمعان ؟ من الذي اقامها هذا اليوم؟ اقامتها امرأة خاطئة ياااه خاطئة و أى خطية لنتعرف اولا على هذه المرأة التى اقامت الوليمة في بيت سمعان بدلا من سمعان .. امرأة خاطئة في المدينة يعني الناس كلها تعرفها ؟ ايوة معروفة و هية عارفة نفسها ومش مخبية ونقدر نقول ومش مكسوفة و في اعماقها قد يكون قد قتلها الخجل و لكن في مظهرها .. كم اصطادت من الشباب و الرجال ، كثيرين وقعوا في مصيدتها هل هى خطيرة الى هذه الدرجة ؟ ولما لا يكون اولئك الذين شاركوها في الخطية اكثر منها خطية ؟ ولما لا يكون ان واحدا من اولئك الذئاب البشرية قد افترسها اولا فسلكت في هذا الطريق دون ان تعرف الوسيلة الى الرجوع و تصحيح مسيرتها . امرأة خاطئة في المدينة يتردد عليها كثيرون مغرمين بجمال جسدها طبعا لابد انها كانت جميلة المظهر وانها كانت ذات اغراء يعنى اللي يروح عندها عايز ينهش في جسدها و يشبع . † المرأه الخاطئة التي تحوم حولها كل هذة الذئاب البشرية كانت تتمتع لا شك بثروة من قبلهم ، مكاسب ، و الكل يخضع لها و شايفة نفسها انها هي محبوب لديهم و تأمر ذي ما هي عايزة و تشوف نفسها و تتدلل عليهم ؟َ! الم يشبعها هذا مال ، دة جمال.. و رجال .. مالها و مال المسيح لية بتدور علي المسيح ؟ّ! بنقول : مال يغنيها ! و رجال تحت امرها ! و جمال بتتمتع بيه !تتمتع بشكلها ! مغرورة شكلها جميل ، رقيق ، شعرها طويل ايا كانت كل الصفات الجسدية في نظر اللي يترددوا عليها كويسة جدا و هية فرحانة و هم فرحانين بالمواقف ديه † لكن الشريعة بتقول زاني و زانية يمسكوهم يرجموهم و يموتوهم ،طب دي عايشة ازاي هيةو اللي معاها نقول : كثيرا كانت ما تهمل الشريعة لأجل المجاملات الارضية و الشخصية ( لنترك هذا جانبا ) المرأة لقد سمعت عن يسوع و يسوع يبشر و بشراة الخلاص لكل النفوس المعذبة التي استعبدتها الخطية و داستها باقدامها الشيطانية، السمع عن يسوع لا شك انه وصل لها مرة و مرات خصوصا ان يسوع قيل عنه انه محب و صديق العشارين و الخطاه اقل الطبقات المعروفين انهم خطاه وصفاتهم و سلوكهم غير مقبول و غير مرضي لا المجتمع يرضي عنه فقط اقل القليل و في الظاهر الناس الطيبين يهربوا منه يبقي في الحالة ديه ان المسيح يحب الخطاة و يروح عندهم يأكل معهم طب و لية كدة و هو يعلم ان هؤلاء الخطاه هم في مسيس الحاجة الي التوبة ؟ و الي من ينقذ نفوسهم ناس تعبانين و عاوزين يرتاحوا و مش لاقين الطريقه الي تريحهم و مش عارفين يوصلوا لها . المسيح يقرع بابهم و راح لهم لغاية عندهم †ان المرأة لم تنظر الي ان تتلاقي مع المسيح بالصدفة او في مكان مع هؤلاء الخطاة لقد قرع يسوع قلبها سمعت عنه و عن كلامة و عن عظاته و ترددت في ذهنها و احست ان هيه تعبانة ، و كل المكانيات التي لديها لم تشبعها .. اذن لتطرق الباب الذي يخلصها من هذا الجوع الذي تحس به †يسوع في بيت سمعان ياريته كان في اي بيت تاني غير سمعان ياريت كان في بيت واحد من الخطاه اللي زيها لكن اللحظة التي اشتعلت اعماقها بالرغبة في التوبة و التخلص من خطيئتها كانت في التوقيت اللي يسوع موجود فيه في بيت سمعان هل تتراجع و تقول لأ..اتركها لمناسبة ثانية لفرصة اخري ، لجو يكون مناسب مع ناس زيي لا لا و اروح لبيت سمعان قالت: ابوه و اروح و معي قارورة (زجاجة)من عطر ثمين اعلن بها عن حبي ليسوع و حملت معها قارورة طيب، طيب غالي و ذهبت الي بيت سمعان و اقتحمت المكان و هي لا تخاف من انسان و هنالك المنظر غير مألوف و غير عادي و الكل يعلم من هذة و جاءت وراء المسيح و رأت في اعماقها انها لا تستطيع ان تواجه هذا الضياء و هذة البركة القدسية ، جاءت من وراءة في انسحاق و انتظار .. و المسيح متكئ هنالك في وليمة سمعان المرأة لم تستطع ان تتماسك بل نزلت دموعها غزيرة علي فدمي المسيح بكت بكاء غزيرا و تتساقط الدموع عند قدمي يسوع ..دفئ حب جارف ، تنحني و تمسح القدمين بشعرها طب ما معاها ملابسها لأ شعري اللي انا باتظاهر به، تاجي اللي بيديني الوجاهه اللي بتاجر بيه ، شعري الطويل جدا الذي كثيرا ما كان وسيلة لأغراء اولئك المخدوعين ، انحنت المرأة و مسحت القدمين الطاهرتين لقد كانت تدرك في اعماقها ان المسيح لم يرفضها و لم يطردها احست بحب المسيح يملئ كل كيانها و اهتزت مشاعرها و سكبت الطيب علي قدميه و كأنما كانت هي واحدة من المريمات اللواتي حملن الطيب و الحنوط و هناك توجهن الي قبر المسيح لتحنيط الجسد الحبيب كانت المرأة في عملها تقدم اسمي المشاعر و اقدس الحب لم تشعر بحب في كل حياتها له هذا الطهر و هذا النقاء الا عندما تقابلت مع المسيح سكبت دموعها و قلبها و طيبها ..هذة هي وليمة المرأة الخاطئة بل هي المرأة الطاهرة القديسة لقد احالها المسيح الي عذراء بتول نقية طاهرة تتعبد عند قدميه و كأنها هي جاسية عند صليب يسوع موقف جميل هي عروس للمسيح قدمت نفسها، بكل ارتياح طرحت من ورائها،، كل ماضيها و هي تؤمن ان المسيح غفر لها كل خطياها نظره من الجميع ينظرون الي هذة المرأة التي تتعامل و يتعامل معها المسيح بأسلوب الحب ماذا جري و ماذا يجري الان الموقف غير عادي المسيح يقول للمرأة مغفورة لك خطاياك،، خطياها دي كثيرة جدا و الواحد يقول و اية اللي يغفر لي ماضيا ده فيه الوان و اشكال مفيش شئ من الخطايا الا و انا ارتكبته جرائمي كثيرة و كثيرة جدا يا ريت كنت ( انا و كلنا )نطول الموقف ده،، كلنا ملوثين ، و كلنا خطاه لا لكن الموقف ممكن يتكرر †يسوع موجود و برضة زي ما كان في بيت سمعان و في هذا المكان حالل في وسطينا معنا قدام الهيكل و فوق المذبح، في الذبيحة الالهيه ، القربان المقدس المرأة تنال الغفران و الكل يقول: الله مين ده اللى بيعطي الغفران و غفران اية اللي بيعطيه؟! ده مين هو ده ؟! بيستغربوا لم يتعرفوا علي المسيح ؟ انه يغفر الخطايا ، المرأة كانت افضل منهم بكثير ذهبت الي من يغفر الخطية .. و هذا الذي يدعي انه قد درس الشرائع و النواميس و التوراه و كل اسفار الكتاب المقدس في العهد القديم لا ينظر الي النبوات التي تتحدث عن مجئ المسيح و يظل هو ينظر الي ظروف جانبية ميته لا يفهم اعماقها ولا يدري ماذا لو جاء او لماذا جاء مسيحنا †المرأة كانت اسبق منه و افضل منه بكثير و نالت الغفران هيه صاحبة الوليمة و قدمت نفسها عروس للمسيح و قبلها يسوع يبفي مين الي بيغفر؟ يسوع يقول للمرأة ايمانك باني غافر الخطايا ، ايمانك بأن انا يسوع الذي جئت لأخلص العالم ، ايمانك ده هوه قد خلصك اذهبي بسلام † ما اجمل غفران المسيح امرأة خاطئة تجئ اليه و تتعبد عند قدميه لتنال الغفران و تحصل علي ملئ البركة احنا شفنا الحفلتين الحفلة قدموا الدعوة بأنفسهم ذبيحة لرب المجد يسوع.. و الحفلة الثانية عرس المرأة الخاطئة التي ارتبطت بزواج الهي سماوي بعريسها الرب يسوع هو عريس نفوسنا هل نجئ؟ هل نفكر اننا نتعبد له بقلب، بقلوب صافية نجاهد و نستشهد مثل الشهداء مثل الخاطئة مثل اولئك القديسين ليعطي الرب كل منا هذا النصيب المقدي و ليحفظكم في نعمته و محبته الي الابد و كل عام و انتم بخير ابانا الذي في السموات …. |
|