كان جدعون قد سمع عن المعجزات العظيمة التي عملها الله لأجل شعبه، ولكنه لم ير منها شيئا. فقد كادت تمضي سنوات طويلة منذ اخرمعجزة عظيمة، فظن بالخطأ، أن الله قد تخلى عن شعبه، فسأله عن سبب المشاكل التي يواجهها هو وأمته، وعن عدم معونتة الواضحة لهم. وبالرغم من ان سؤاله جاء بدافع تلك المحبة والغيرة التي كلن يكنها لبني شعبه، ولكن ما لم يعترف به، هو هذه الحقيقة: أن الشعب هو من جلب على نفسه الكارثة بتصميمه على عصيان الله وتجاهله، فبالرغم من انهم كانوا يعرفون ما يريده الله منهم، إذ كانت شرائعه عندهم، ولم يعودوا في حاجة إلى معجزات عظيمة برهانا على أن الله هو قائدهم، ففي الحقيقة كان الشعب هو الذي ترك الله. وإذا كنا ننمو في الله كما ينبغي، فما أقل ما نحتاج إلى معجزات عظيمة. ولكن ما أسهل أن نتجاهل مسئوليتنا الشخصية، ونلقي باسباب مشاكلنا على الله وآخرين!. فعندما تأتي المشاكل، فأن أول ما يجب أن ننظر إليه هو داخلنا، وأول ما يجب أن نفعله هو الاعتراف لله بخطايانا التي قد تكون أحد الأسباب التي خلقت هذه المشاكل.