تحديد تشارلز رصل من شهود يهوة لموعد المجيء الثاني
لكى يوسع رصل نطاق عمله الذي كان يتمثل في التأليف والنشر؛ باع شركة الملابس التي ورثها عن والديه، وأسس جمعية للطباعة والنشر أطلق عليها اسم "برج المراقبة" كانت هذه الجمعية منشغلة بالنبوات المتعلقة بالمجيء الثاني للسيد المسيح. وعلى ضوء دراسته وتحليلاته الشخصية أصدر رصل أول منشور له بعنوان "غاية وكيفية رجوع المسيح" طبع منها حوالي 5000 نسخة وكانت تعتبر هي البداية لفيض من سلاسل منشورات وكراريس نشرها وقام بطبعها هذا المبتدع وأتباعه فيما بعد. حتى أنه من شدة حماسهم لتوزيع هذه الكراريس التي كتبها أطلقوا على أنفسهم لقب "تلاميذ التوراة وجمعية الكراريس".
كما أنشأ رصل مكتبًا يتألف من سبعين موظفًا عملوا خصيصًا كرحَّالة من بلد إلى آخر بقصد ترويج مطبوعاته وتعاليمه بين فرق تلاميذ التوراة. وإلى جانب هؤلاء، وقف مئات من الوعاظ المتجولين للعمل الدعائى مجانًا، و في غضون سنين قليلة استطاع رصل أن ينشر معتقداته في أكثر من عشرين دولة في العالم.
اشتهر رصل بمحاباته وتنبؤاته عن نهاية العالم والمجيء الثاني للسيد المسيح. وقد كرّس كل وقته وأمواله طوال أربعين سنة للعمل في هذا المجال. واعتبر أن سنه 1914م هي موعد ثابت لمجيء السيد المسيح الثاني وحلول ملكوت الله، وأن السيد المسيح سيأتي ليملك على الأرض ألف سنة، وقد أسس هذه الأفكار على أساس حسابات أحد زعماء السبتيين وهو نيلسون باربور Nelson Barbour ورغم أن السيد المسيح لم يأتِ سنة 1914م وثبتت ضلالة هذه النبوة لكنها حتى الآن هي المحور الذي يدور حوله تنبؤات شهود يهوه.
و في سنة 1877م نشر رصل وباربور كتابًا بعنوان "العوالم الثلاثة أو خطة الفداء" وقد علقت جمعية برج المراقبة والكراريس على هذا الكتاب بقولها } في هذا الكتاب أعلن الشريكان رصل وباربور إيمانهما بأن مجيء المسيح الثاني قد بدأ فعلًا عام 1874م حيث استهل بأربعين سنة دعيت فترة الحصاد، ثم حددا على وجه الدقة عام 1914م كوقت نهاية أزمنة الأمم{ ولكن لم تدُم شركة رصل وباربور طويلًا، بسبب خلافات عقائدية بينهما.
في سنة 1876م اعتبر رصل نفسه هو راعي المجموعة التي كانت معه. و في سنة 1879م أسس مجلة "برج صهيون للمراقبة".
كما أسس في سنة 1884م جمعية أسماها "جمعية برج صهيون للمراقبة" وهنا تظهر العلاقة التي تربط شهود يهوه الذين أسسهم شارلز رصل بالصهيونية لأنه قد سماها برج صهيون.
و في سنة 1908م حرك إدارة هذه المؤسسة إلى بروكلين في نيويورك ولا زالت هذه الإدارة إلى يومنا هذا (وقد رأيت شخصيًا هذا المقر مُنشَأً على مساحة كبيرة جدًا في حي بروكلين في نيويورك ويوجد به مباني ضخمة جدًا لم أرَ مثلها كمؤسسة دينية).
وبحلول سنة 1914م لم يأتِ السيد المسيح وقد سبب ذلك لرصل إحراجًا كبيرًا ولكن المفاجأة لم تَثْنِ رصل عن قناعته وتمسكه بحساباته. وقد أخرج لأتباعه تفسيرًا غريبًا حتى يخرج من موقفه الحرِج وأعلن الآتي وكتب ما يلي: } في تلك السنة عينها تُوِجَ يسوع المسيح ملكًا على العالم حيث بدأ نشاطه الملكي بطرد زمرة الشياطين والأبالسة من الأجواء السماوية، الذين هبطوا إلى الأرض وأشعلوا نار الحرب فيها{ فلكي يتخلَّص من موقفه المحرج بتحديده لموعد مجيئ المسيح الثاني، زعم أن الشياطين جاءت إلى الأرض حيث شنت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م، وهكذا تضاربت أقواله إذ بعد أن كان تنبأ بأن السيد المسيح سيأتي سنة 1914م، قال إن الشياطين هي التي جاءت وليس السيد المسيح.
ومن سنة 1914م بدأت فترة جديدة أسماها أصحاب هذه البدعة "زمن النهاية" حيث يتم فيها فرز الأخيار عن الأشرار، وهذه هي المهمة التي اعتبروا أن الله أوْكل إليهم إتمامها.