رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يتوجب على المسيحيين الرد على الإهانات
غالباً ما يصلنا خبر أن صديق تحدث بالسوء عنا أمام الناس فتمتزج مشاعرنا بين الغضب وضرورة الرد بفرح (متى ٥: ١١ – ١٢). لا يجب أن تفاجئنا هذه الهجمات بل علينا على العكس بتوقعها: إن من يغضب ويشعر بالاستياء المرير عندما يُجرح يتصرف وكأن شيئاغريبا حصل في حين من الواجب توقع ذلك في العالم الذي نعيش فيه. لا يتصرف بالتالي بحكمة فيصبح عبد الجرح الذي أصابه. ونشير هنا الى المفهوم القائل ان باستطاعة البشر أذيّة متعتي الدنيويّة فباستطاعة شخص جرح جسدي وسرقة مالي أو حتى تدمير سمعتي وكلّها أمور مرتبطة بلذات هذا العالم. لكن ميراثنا في السماوات كنز لا يستطيع أحد سلبه منا (رسالة بطرس الأولى ١: ٤) فالرب بنفسه يحميه. لكن كيف لا ننزعج عندما يجرحنا من كنا نعتبرهم أصدقاء وأحباب؟ في حين أن الرد على الهجمات الشخصيّة بحزن وغضب واستياء جزء من طبيعتنا البشريّة إلا أنها مشاعر مرتبطة بفشلنا وسقوطنا كبشر ليست ثمار الروح القدس وبالتالي نحن جميعنا مدعوون الى حمل جراحنا بفرح وصبر ومحبة وطيبة. إن هذا النوع من الإستجابة مطلوب من كلّ واحد منا لأن الحياة المسيحيّة تعني التماهي مع المسيح (الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس ١١: ١). فنحن خلقنا على صورته وعلينا بالتالي السعي الى العيش كما فعل. تعرض ربنا للتجريح واتُهم زوراً بشتى الاتهامات لكنه، وفي خضم آلامه، رفع الصلاة من أجل مغفرة مُبغضيه (لوقا ٢٣: ٣٤). هكذا علينا بالرد على أعدائنا وبالتالي فإن كلّ اتهام خاطئ وكلّ تجريح وكلّ كلمة مؤذيّة تخرج من فم أحدهم عني هي فرصة لكي أنمو في تقديس نفسي. ويبقى المفتاح الأساس للإستجابة للهجمات والإهانات هو النمو في محبة اللّه. فعندما تكون محبة اللّه فوق كلّ شيء، يستطيع المرء التعالي على جراحه أي كلّما أحب المرء اللّه أكثر، مال الى وضع كلّ سعادته فيه والى عدم الاكتراث بالمصالح الأرضيّة |
|