أما مواد الإضاءة فهي الشمع والزيت. ويجب أن يكون شمع العسل دون سواه إشارة إلى وجوب تحلي الكاهن بالفضائل. وكما تجتهد النحلة في أن تجمع العسل من زهور كثيرة. كذلك يجمع الكاهن القداسة من الفضائل الكثيرة.
* أما الزيت فهو زيت الزيتون فقط كما أمر الرسل في القانون الثالث، ويدل الزيت على الأعمال الصالحة كما ذكر رب المجد في مثل العذارى الحكيمات. وهو يشير إلى نعمة الله المنسكبة التي تلين القلوب كما يلين الزيت الجراح. وهو شمع العسل يعتبر أن أنقي مواد الإضاءة الخالية من المواد الحيوانية -ويجب أن نحذر من إضاءة المذبح بأنواع الشموع الأخرى لأنه يدخل في تركيبها مواد ودهون حيوانية محرم إدخالها إلى الهيكل.
* أما الأنوار الصناعية فممنوعة إلا إذا كان الغرض منها مساعدة الإنارة فقط ونلاحظ أن كنيسة القيامة بالقدس، والكنيسة الروسية هناك، وغيرهما لا تضاء إلا بالقناديل والشموع دون استعمال الكهرباء.
وشمع العسل وزيت الزيتون يشيران إلى نقاوة وصفاء عطايا الله -ولقد تعود المؤمنون منذ فجر المسيحية، خصوصًا في بلاد الشرق، أن يقدموا للكنيسة الشموع عند دخولهم ويوقدونها أمام الأيقونات. وثمة اعتراض من بعض الطوائف غير الرسولية أنه لا ضرورة لضياع الأموال في إيقاد هذه الشموع الكثيرة في الكنيسة، والأجدر أن يقدم المؤمنون ثمنها لأمور ذات أهمية، فما أشبه اعتراض هؤلاء باعتراض يهوذا على تلك المرأة الفاضلة التي قدمت قارورة طيب نادر وسكبتها فوق رأس المخلص إذ قال لماذا هذا الإتلاف وكان الأفضل أن تباع هذه بثلاث مائة دينار وتعطى للمساكين فوبخه السيد على رأيه هذا بأسلوب لطيف.