رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب" (متى11: 29) الوديع الأعظم الذي ليس له مثيل ولا شبيه، هو ربنا يسوع المسيح الذي قال عنه الوحي "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 19 ، 20). وهو الذي قال "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 12: 19 ) . لقد قال الرب له المجد، هذا القول العظيم، بعد أن تأسف لرفض الناس له. أوَ لم يكن أمراً مُحزناً حقاً أن المسيح المحب، والذي أتى بيد مملوءة بالرحمة والخير للإنسان، لا يجد سوى الرفض من هذا العالم الشرير ومدنه المتكبرة؟ لكنه بدل الشكوى، نجده في ذلك الوقت يتهلل بالروح ويقول "أحمدك أيها الآب .. لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأنه هكذا صارت المسرة أمامك". ومن هذا نتعلم أن الوداعة هي ذلك الهدوء الجليل نتيجة ترك الأمور بين يدي الله والخضوع له، وقبول ما يسمح به بشكر حتى ولو كان مُضاداً لطبيعتنا ومُذلاً لكرامتنا. أوَ لم تكن وداعة المسيح منقطعة النظير؟ ففي وسط أحزانه الكثيفة نتيجة رفض الناس له، فإنه خضع لمشيئة الله، بل وتهلل بالروح! قارئي العزيز: هل أنت مُتعب من ذلك العالم المتكبر؟ من جحود البشر وخيانتهم؟ هل فشلت تماماً في أن تفسّر الأمور المعاكسة معك، ورفض الناس وجحودهم لك؟ إن الوديع الأعظم .. ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ينادى جميع الـمُتعبين ولثقيلي الأحمال كي يُريحهم، ويستطرد قائلاً "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 28 ، 29). إن كل مؤمن حقيقي مدعو ليكون وديعاً. إنها ليست صفة لبعض المؤمنين دون البعض الآخر، إذ يقول المسيح "تعلموا منى لأني وديع". ولقد احتاج الله إلى أربعين سنة ليعلـّم موسى هذه الصفة النادرة؛ الوداعة. إن الوداعة صفة نتعلمها في مدرسة الله، مصدرها روح الله، ونموذجها مسيح الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب |
تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب |
"تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" (مت29:11). |
" تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب " |
" تعلموا من لأنى وديع ومتواضع القلب " |