منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 05 - 2014, 07:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

المعمودية وعطية الروح القدس
الارتباط بين سرّيْ العماد والتثبيت

بعد التغطيس ثلاث مرات في مياه المعمودية المقدسة يصعد المُعمَّد ليضع الأسقف يده عليه، ويصلي من أجل نواله عطية الروح القدس. استبدل هذا الطقس بطقس آخر هو دهن جميع أعضاء المُعمَّد بمسحة الميرون [168] لذات الغرض، وإن كنا في ظروف خاصة يمكن العودة للطقس الأول في بدء انطلاقه كما في حالة عماد سيدة. على أي الأحوال، لست الآن أتحدث عن الطقس في طريقة ممارسته وإنما أود توضيح ارتباط السرّين معًا: المعمودية والميرون منذ القرون الأولى، ولا زالا مرتبطين معًا حتى يومنا هذا في الطقس القبطي، وكأنهما طقس واحد. وحين نتحدث عن فاعلية المعمودية في حياتنا غالبًا ما نضم إليه فاعلية سرّ الميرون أو التثبيت لارتباطهما الشديد معًا.
وفي الغرب كان السرّان مرتبطين معًا، ففي إحدى العظات يروي القديس أغسطينوس قصة طفل مات بغير عماد ثم عادت إليه الحياة: [في الحال أسرّعت به أمه إلى الكهنة. لقد اعتمد، لقد تقدس ودُهن ووضعت عليه الأيدي. وبعد أن تمت كل الأسرّار أخذته [169].]
هذا الالتحام في الطقسين معًا أغنى الكنيسة الأولى في الشرق والغرب كما أغنى كنيستنا إلى يومنا هذا عن التساؤل الذي أثاره بعض اللاهوتيين بسبب تأخيرهم سرّ التثبيت زمانًا بعد المعمودية، ألا وهو:
هل يهب سرّ التثبيت عطية أكمل لسكنى الروح القدس في روح الإنسان هذا الذي سبق فمنح له قبلًا في المعمودية؟ أم أن الروح القدس يحل في حياة المعمد في سرّ التثبيت وحده؟ أو بمعنى آخر، هل الروح القدس في حلوله على المعمودية يحل على المياه ليقدسها ويهيئ قلب المعمد لاستقبال الروح القدس دون أن يحل فيه؟!
في لاهوتنا الأرثوذكسي نميل إلى الجانب العملي الذي يمس حياتنا أكثر من الدخول في تعاريف ومجادلات نظرية، لذا فلا ضرورة للإجابة على مثل هذا التساؤل مادام السرّان يمثلان طقسًا واحدًا، فيه ينعم المعمد بفاعلية السرّين معًا. حتى أنه في سرّ المعمودية نفسها يسكب الكاهن دهن الميرون في نهاية تقديس المياه قبل تغطيس المعمد. هذا واللاهوتيون في الشرق والغرب يؤكدون أن وضع إجابة محددة لمثل هذا التساؤل صعب للغاية، لأنه في الكتاب المقدس كما في لغة آباء الكنيسة الأولين جاء الحديث عن المعمودية غالبًا ما يعني المعنى الشامل الذي يضم في طيّاته وضع الأيدي أو المسح بدهن الميرون.
مع هذا يلزمنا أن نوضح النقاط التالية:
1. في سفر الأعمال كما في كتابات الكنيسة منذ بدء انطلاقها، وُجد تمييز واضح بين المعمودية ووضع الأيدي (سرّ التثبيت) أو المسحة المقدسة، إذ يقول الكتاب: "ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا. اللذَين لما نزلا صلَّيا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس. لأنه لم يكن قد حلَّ بعدُ على أحدٍ منهم. غير أنهم كانوا معتمدين باسم الربّ يسوع. حينئذٍ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" (أع 8: 14-17). هنا التمييز واضح بين العماد باسم الرب يسوع وحلول الروح القدس بوضع الأيدي.
مرة أخرى نرى الرسول بولس يُعمد في أفسس باسم الرب يسوع الذين سبق عمادهم بمعمودية يوحنا، وبعد ذلك "لما وضع بولس يديهِ عليهم حلَّ الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلَّمون بلغاتٍ ويتنَّبأُون" (أع 19: 6).
يرى البعض في حديث الرسول بولس في (1 كو 12: 13): "لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد... وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا" تمييزًا بين عمل الروح القدس في المعمودية إذ يضمنا إلى جسدٍ واحد وبين حلوله في سرّ التثبيت حيث نستقي هذا الروح الواحد، وأن العمل الأول يهيئ للثاني.
يميز القديس أغسطينوس بين المعمودية والتثبيت، أو بين الميلاد الروحي والتقوّت بالروح، فيقول أن الميلاد بالروح هو أن نتقبل غفران الخطايا. هذه العطية الأولى تقود إلى عطايا أخرى للروح، فهي تهيّئنا لكي يسكن الروح فينا ليعمل البرّ وينمّيه ويكمّله فينا [170].
وفي حديث له مع المعمّدين حديثًا بخصوص الإفخارستيا يقارن بين الخبز الذي نتقبله والخبز الذي نحن هو (1 كو 10: 16-17) فيقول: [عندما تُلِيَت عليكم (صلوات طرد الأرواح) أقول أنكم قد طُحنتم، وعندما اعتمدتم أقول أنكم عُجِنتم بالماء، وعندما قبلتم نار الروح القدس أقول أنكم خُبِزتم (في النار).] هنا يميز القديس بين جحد الشيطان والتمتع بالغسل والتثبيت.
جاء في حديث لأسقف أسباني في منتصف القرن السابع يسمى Hildefonus of Toledo: [وهكذا يدهن الإنسان بالمسحة المقدسة من الخارج، وتحل عليه قوة الروح القدس في الداخل، حتى أنه كما يتطهر الإنسان بكامله في الجرن يغتني بكامله بمسحة الروح، وإذ تتقبل النفس قوة من مسحة الروح القدس تعرف الله كساكنٍ فيها، وتحب ذاك الذي تقبلته داخلها، فتكون معه على الدوام يهبها الحكمة لتصنع مشيئته، فلا تحزنه إذ خُتم الإنسان به في يوم فدائه [171].]
ويميز باسيوس Pacian أسقف Barcelona في القرن الرابع بين السرّين بقوله: [بالجرن تغسل الخطايا وبالميرون ينسكب علينا الروح القدس، هذان الأمران يتحققان بيد الأسقف وفمه، بهذا يولد الإنسان كله مرة أخرى ويصير جديدًا في المسيح [172].]
ويقول الأب ملشيادس Malchiades أسقف روما في القرن الرابع: [ينزل الروح القدس على مياه المعمودية فيعطي صحة في الجرن يهب كماله لكي يعطي براءة، وفي التثبيت يقدم ما هو أكثر، فينتج نعمة! في المعمودية تجددنا للحياة، أما بعد المعمودية فتقوَّينا للمعركة. في المعمودية اغتسلنا، أما بعد المعمودية فصرنا أقوياء [173].]
2. يرى بعض اللاهوتيين في نزول مياه المعمودية يتقبل المعمد الدفن مع السيد المسيح، فيخلع الإنسان القديم ويموت عن أعماله الشريرة، وفي صعوده يتقبل قوة القيامة أو الحياة الجديدة المقامة، عندئذ يتهيأ المُعمَّد لقبول الروح القدس، كما تقبل التلاميذ الروح القدس بعد قيامته. هؤلاء يرون أن الروح يحل على مياه المعمودية ويقدسها ويعمل في المُعمَّد ليصير ابنًا لله وعضوًا في جسد المسيح، بهذا يصير هيكلًا مقدسًا مُعدًا لاستقبال الروح القدس الذي يُوهب له في سرّ التثبيت. وكأن حلول الروح القدس يكون قاصرًا على المياه لا على السكنى في المعمد، إنما يعمل فيه ويهيئه لسكناه الدائم.
هؤلاء يؤكدون نظرتهم هذه من حلول الروح القدس على السيد المسيح بعد المعمودية مباشرة وليس في أثنائها (مر 1: 10، مت 3: 16، لو 3: 21-22، يو 1: 31-34)، ومن تصرف الرسل أنفسهم الذين كانوا يُحدرون الروح بصلواتهم ووضع الأيدي على المؤمنين بعد العماد مباشرة (أع 8: 14-17، 19: 1-6).
3. يجيبهم القائلون بأن الروح القدس أيضًا يَحلُّ على المُعمَّد أثناء العماد بقولهم أن هذه النصوص الإنجيلية تؤكد قبول الروح القدس في سرّ التثبيت وهذا أمر نُقرَّه، لكن هل هذا يقصر الحلول في هذا السرّ وحده؟

المعمودية وعطية الروح القدس
هؤلاء يقولون بأن الروح يَحلُّ على المُعمَّد ويسكن فيه أثناء العماد مقدمًا له عملًا خاصًا وفاعلية خاصة كالبنوة لله والعضوية في جسد المسيح الواحد، ويَحلُّ على الشخص ذاته في سرّ التثبيت ليُكمل عمله فيه، فيعطيه ثباتًا في جهاده وتعزية، كما يقدم له تبكيتًا على ما قد يسقط فيه من ضعفات لتجديد معموديته بدموع التوبة. والروح القدس نفسه يحل على من يُسام أسقفًا فيُعطى موهبة الأسقفية، وعلى من يُسام قسًا يُعطى نعمة القسيسية، وهو الذي يحل على العروسين ليوحّدهما كجسدٍ واحدٍ في الرب. وكأن الروح القدس في حلوله ليس قاصرًا على سرّ التثبيت وحده.
ويستند هؤلاء على بعض العبارات الإنجيلية التي تشهد بقبول عطية الروح القدس في سرّ المعمودية المقدسة، نذكر على سبيل المثال:
أ. قول الرسول بطرس في عيد البنطقستي: "توبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع 2: 38).
ب. قول حنانيا لشاول الطرسوسي قبيل عماده: "قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيهِ لكي تبصر وتمتلئَ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيهِ شيء كأنه قشور، فأبصر في الحال، وقام اعتمد" (أع 9: 17-18).
ج. يربط الرسول بولس بين روح التبني الذي هو من صميم عمل المعمودية وسكنى الروح القدس فينا، قائلًا: "لننال التبنّي. ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنهِ إلى قلوبكم صارخًا يا أَبَا الآب" (غل 4: 5-6). وكأنه بدون سكنى الروح القدس الذي هو روح الابن، لا نستطيع مناداة الآب "أَبًا"، أي لا ننعم بالبنوة لله. هكذا تلتحم بنوَّتنا لله بسكنى الروح فينا، وإن كان البعض يفسر هذه العبارة إنه إذ صرنا في المعمودية أبناء تأهلنا لقبول الروح القدس فينا فنمارس عمليًا هذه البنوة له.
د. يرى البعض في قول الرسول: "لأننا جميعنا بروحٍ واحدٍ أيضًا اعتمدنا إلى جسدٍ واحدٍ يهودًا كنا أم يونانيين، عبيدًا أم أحرارًا، وجميعنا سُقِينا روحًا واحدًا" (1 كو 12: 13) تأكيدًا لقبول عطية الروح القدس فينا هذا الذي يعطينا العضوية في جسد المسيح الواحد،ويقدم لنا شرابًا روحيًا.
المعمودية وعطية الروح القدس
شهادة الآباء

يصعب وضع إجابة محددة من واقع تراث الآباء، إذ لم يُثر هذا التساؤل في ذهنهم لارتباط السرّين معًا في الطقس، لكنه إن وجدت عبارات في هذا الشأن إنما جاءت عرَضًا وسط الحديث، لا بقصد وضع إجابة على هذا التساؤل.
في القرن الثاني يتحدث العلامة ترتليان في مقالة عن المعمودية عن هذا السرّ كتهيئة لقبول الروح القدس في سرّ التثبيت الملتحم بالمعمودية: [لا ننال الروح القدس في المياه، وإنما نتطهر فيها بخدمة الملاك فنتهيأ للروح القدس.] [توضع اليد علينا في البركة ويُستدعى الروح القدس... الذي يحل بإرادته من عند الآب على الأجساد التي تطهرت وتباركت [174].]
وجاء القديس كبريانوس غالبًا ما يحمل ذات الاتجاه، إذ يقول: [لا يولد الإنسان من جديد خلال وضع اليد حين يتقبل الروح القدس، أما في المعمودية إذ يولد الإنسان يتقبل الروح (ربما يقصد إنه يتهيأ لقبوله)، إذ يتخلص الإنسان من خطاياه في المعمودية يتقدس ويتشكل روحيًا كإنسان جديد، بهذا يكون مُهيأ لقبول الروح القدس [175].]
وفي حديث القديس كرنيليوس أسقف روما في القرن الثالث يقول: [إن نوفاتيوس Novatian لم ينعم بالروح القدس لأنه لم ينل ختم الأسقف.] [على أي الأحوال في شفائه من المرض لم ينل المواهب الأخرى التي يلزم للإنسان أن يتمتع بها حسب نظام الكنيسة ولم ينل ختم الأسقف،وإذ هو لم يحصل عليه كيف يقدر أن ينال الروح القدس؟! [176]] يكشف هذا الحديث عن عطية الروح القدس التي تُمنح خلال ختم الأسقف، لكن الحديث ليس فيه نفي لحلول الروح القدس على المعمد قَبِل نواله الختم المبارك. يرى البعض في هذا الحديث أن القديس كرنيليوس يعبر عما حدث لنوفاتيوس الذي قبل العماد تحت ضغط المرض والخوف من الموت لكن قلبه كان منحرفًا، أي قبل المعمودية بنيّة غير صادقة فلم ينل عطية الروح.
لقد أكد العلامة أوريجينوس قبول المُعمد الروح القدس ليسكن فيه، إذ يقول: [الذي يغتسل للخلاص يتقبل الماء والروح القدس [177].] لكننا لا ننسى أن أوريجينوس أيضًا كان يتطلع أحيانًا إلى المعمودية بمفهوم أوسع يشمل السرّين معًا، ففي كتابه المبادئ يقول: [في أعمال الرسل كان الروح القدس يُعطى في المعمودية بوضع أيدي الرسل.] وبعد ذلك بقليل يقول: [كانت نعمة الروح القدس وإعلانه يُسلَّمان خلال وضع أيدي الرسل بعد المعمودية [178].]
فيما يلي بعض أقوال لآباء الكنيسة تُوضِّح قبول عطية الروح القدس في المعمودية:
* ماذا قبلوا إلا الروح القدس الذي يُعطى للمؤمنين الذين وُلدوا ثانية بواسطة غسل التجديد؟!
[لكنه يعود فيكمل] منذ ذلك الحين (البنطقستي) والروح القدس يعطي الذين ولدوا ثانية بوضع أيدي الرسل [179].
البابا أثناسيوس الرسولي
* هذا تجديدنا، يجعلنا على صورة الله من جديد، وذلك بغسل التجديد والروح القدس الذي يجددنا فنصير أبناء الله، نصير خليقة جديدة مرة أخرى بشركة الروح ويخلصها مما كان عتيقًا [180].
القديس باسيليوس الكبير
* أي مؤمن يحيا حسب الوصايا وينجح في عمله الروحي يجب عليه أن يؤمن بأنه سبق أن أُعطي له القدرة على ذلك، لأنه نال في المعمودية نعمة الروح القدس، الذي هو مصدر كل خير، مصدر كل فضيلة، ليس فقط الفضائل الداخلية والروحية بل والمنظورة أيضًا.
ليت كل إنسان فاضل يُدرك أنه لا يقدر أن يصنع خيرًا من ذاته، لأن الرجل الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات (مت12: 35) وليس من ذاته. الكنز يعني الروح القدس المخفي في قلوب المؤمنين [181].
القديس مرقس الناسك
* (المعتمد) ينال الروح القدس فيه ويحمل فعلًا لقب هيكل الله [182].
القديس كيرلس السكندري
* أيها الوحيد الذي أعطانا روحه بالمعمودية، أعطني كلمة لأرتل لك بها بمحبة.
* نزل الابن الوحيد وأقامك من المزبلة وأعطاك روحه بالمعمودية وجعلك أخاه...
* تجنّسنا بلاهوته في داخل المياه، وصرنا أبناءً بالحقيقة، ومنذ ذلك الحين صار لنا أن ندعوه أبانا، ذاك الخفي الذي أعطانا روحه بالمعمودية [183].
مار يعقوب السروجي
المعمودية وعطية الروح القدس
شهادة الليتورجيات

في خولاجي eu,ologion القديس صرابيون أسقف تيمي وصديق البابا أثناسيوس الرسولي، نلاحظ تمييزًا واضحًا بين خدمة الدهن بالزيت المقدس -أثناء العماد المقدس قبل التغطيس- وبين خدمة مسحة الميرون اللاحقة للتغطيس. ففي الأولى نجد البركة خاصة بغفران الخطايا وشفاء النفس والجسد والروح من كل أعمال الشيطان. أما في المسح بالميرون المقدس فنجد الطلبة خاصة بنوال عطية الروح القدس، لكي ما يحفظ الذين نالوا الميلاد الجديد وتجددوا في الجرن بواسطة هذا الختم ويستمروا ثابتين.
وفي الطقس القبطي الحالي يطلب الكاهن من أجل المعمدين "اكشف لهم الطريق الذي ينبغي أن يسلكوا فيه. عظهم بنعمة روحك القدوس. أنعم عليهم بغفران خطاياهم، وامنحهم بنعمتك أن يدركوا الشفاء من الخطيئة المهلكة، ويستحقوا العماد الطاهر الذي للميلاد الجديد، وينالوا حميم العماد الذي بغير عيب بروح قدسك، وينظروا نظرًا طاهرًا إلى الفهم الثابت". وأثناء دهنه بالزيت قبل العماد يطلب له الكاهن أن يُغرس في كنيسة الله المقدسة الجامعة الرسولية، شجرة الزيتون اللذيذة، أي يتقبل العضوية الكنسية الخفية. وفي تقديس المياه يطلب حلول الروح القدس على المياه ليهبها قدرة الميلاد الجديد بالقوة الإلهية. أما في مسحة الميرون فيصلي الكاهن عليه هكذا: "أنعم بالروح القدس عند نضح الميرون المقدس ليكون خاتمًا محييًا وثباتًا لعبيدك..." وبعد مسح أعضاء الجسم ينفخ الكاهن في وجه المعتمد قائلًا: "اقبل الروح القدس وكن إناءًا طاهرًا من قِبل يسوع المسيح ربنا".
أما في الطقس الأرمني فجاء في صلاة ما قبل التغطيس الخاصة بطرد الأرواح الشريرة: "ليصر مستحقًا للعماد في الوقت المناسب، الميلاد الثاني، فإنه إذ يتقبل روحك القدوس يصير جسدًا وعضوًا في كنيستك المقدسة"، وكأنه يؤكد حلول الروح القدس على المعمد ليدخل في العضوية الكنسية، كما جاء في صلاة الكاهن في تقديس المياه: "انعم بصلاحك على الذين يتعمدون في هذه المياه الآن وسيلة غفران الخطايا، واستقبال الروح القدس [184] والتبني كابن الآب السماوي، وميراث ملكوت السماوات".
المعمودية وعطية الروح القدس
رأي الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية

يرى Stone D. في كتابه "المعمودية المقدسة" [أن الأسقف الروسي مكاريوس أسقف Vinnitza هو الذي قصر حلول الروح القدس على المؤمنين على سرّ التثبيت وحده دون المعمودية بطريقة شديدة، إذ يقول الأسقف: "في المعمودية نحن فقط نتطهر ونتجدد بعمل الروح القدس، لكننا لا نكون هياكل للروح ولا تأهلنا لقبوله. أما بالمسحة فيقدم لنا كل عطايا نعمته التي لا غنى لنا عنها للحياة الروحية [185].]
نقتبس أيضًا ما قاله بيتر موغيلاس Peter Magilas مطران كيو Kiew والذين قبله كل البطاركة الأرثوذكسً الشرقيين (الخلقدونيين) عام 1643: [هذه هي ثمار هذا السرّ: أولًا: كما أننا بالمعمودية نتجدد، فإننا بالميرون المقدس نصير شركاء الروح القدس إذ نثبت في الإيمان بالرب، وننمو في النعمة الإلهية. ثانيًا: بقوة الروح القدس نصير أقوياء وثابتين فلا يقدر عدونا المرعب أن يؤذي نفوسنا بأي ضرر كان [186].]
اقتبس الأسقف Kingdom عن كتاب يوناني (P. Rhompotes) القول التالي: [كِلا السِرّين يُكملان عملًا واحدًا متكاملًا، يرتبطان معًا، كما هو الآن يَتمَّان في الكنيسة قبل الليتورجيا. كلاهما يُعتبر الباب الذي به ندخل إلى كنيسة المسيح وملكوت الله، وبالتالي هما بدء بقية الأسرار الأخرى [187].]
_____
الحواشي والمراجع:
[168] "ميرون" كلمة يونانية تعني "طيب" أو "دهن".
[169]) Sermon 324.
[170] Sermon 71:19,33.
[171] De cagnitione Baptismi.
[172] Serm. De Bapt., Sec 6.
[173] S.T. 3:62:1. اقتبسها الأب توما الاكويني
[174] De Baptismo 6, 8.
[175] Epis 74:5, 6.
[176] Euseb: H.E. 4:43.
[177] In Ezek, hom 6:5.
[178] De Principiis 1:3:2, 7.
[179] Epis. ad Serapion 1:4, 6.
[180] Adv. Eunom 5.
[181] للمؤلف: الفيلوكاليا.
[182] In Joan 5:2.
[183] ميمر عن المعمودية.
[184] حذفت هذه الفقرة في الترجمة اللاتينية التي قام بنشرها H. Denginger.. (فيRitus Orientalium, vol 1, 384-391)، وأيضًا في إحدى الطبعات الخاصة بـ.F.C. Conybeare
[185] Theologie Dogmatique Orthodoxe, vol 3, p 410.
[186] Kimmel: Libri Symbolici Ecclesiae Orientalis, p 177-178.
[187] P. Rhompotes: Athens, 1869, p529 (kingdom: Paddock Lectures, p. 250).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بحضور مريم اقتبلوا الروح القدس كقوة وعطية المسيح لهم
الروح القدس الذي ناله يسوع في المعمودية
سر المعمودية بعد حلول الروح القدس
في بيت كرنيليوس، لماذا حلّ الروح القدس على المستمعين قبل المعمودية؟
الروح القدس يدعو إلى المعمودية


الساعة الآن 10:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024