رأينا أن أمومة مريم لله جاءت ثمرة تزاوج نعمة الله المجانية مع خضوع (مريم) المؤمنة وطاعتها لله، فقد تدخَّل الله بطريقة معجزية لتحقيق التجسد الإلهي كعطية مجانية يهبها الله للناس (لو 1: 28-35) بهذه النعمة الإلهية المجانية اقتنت القديسة مريم كمالًا (قداسةً) للروح والجسد يُهَيِّئها لاستقبال السيد في أحشائها. قدَّسَتها نعمة الله وصيَّرتها قدس أقداس حقيقي يسكنه الله، سماء ثانية، أُمًا للحياة والنور والواحد القدوس. هكذا خضعت العذراء باسم البشرية لرسالة الله وعمله (لو 1: 38). أما في لحظات التجسد فتقبَّلت القديسة مريم كمالًا فريدًا تحقَّق بحلول ابن الله واهب النعمة