رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله (يعقوب 4: 4). ومن شأن هذه الحالة الرهيبة التي توجد فيها البشر والعالم بالطبيعة أن تثير الأسئلة حول مصدرها وسببها: من أين جاءت، لا الخطية الأولى وحدها بل حالة الإثم الشاملة؟ وما مصدر الذنب والفساد اللذين يشملان الجنس البشري كلَّه واللذين يخضع لهما كلُّ إنسانٍ منذ ولادته، ما عدا المسيح طبعاً؟ أبين الخطية الأولى التي ارتُكبت في الفردوس وطوفان الإثم الذي غمر العالم مذ ذاك أيةُ علاقة؟ وإن كان نعم، فما طبيعة هذه العلاقة؟ هنالك من يقفون مع بيلاجيوس في إنكاره الكلي لمثل هذه العلاقة. فبحسب ما يقولون إن كل فعلٍ آثم هو عملٌ قائمٌ بذاته ولا يُدخل أي تغيير على الطبيعة البشرية، ويمكن بالتالي أن يعقبه في اللحظة التالية فعلٌ صالح على نحو استثنائي. وبعدما تعدى آدم وصية الله، ظل في طبيعته الداخلية، أي في نزوعه وإرادته، مثلما كان كلياً. وهكذا أيضاً جميع الأولاد الذين يتحدرون من هذين الزوجين البشريين الأولين يولدون بطبيعة حيادية وبريئة من الذنب،كتلك التي كانت لآدم أصلاً. |
|