|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من جنة ﺁدم ٳلى جنة المسيح رجاء محبه من كل قارئ لهذا المقال أن يقرأه بعقل مستنير وضمير حى وقلب تملؤه المحبه ٳبتغاء الوصول ٳلى الحق الذى أعلن الرب يسوع المسيح عنه قائلآ : تعرفون الحق والحق يحرركم. أحبائى من خلال هذه المقاله المتواضعه سنتعرف على طبيعة جنة آدم الأرضيه وبٳذن الرب سوف تنفتح أعيننا ليست على الخطيئه والحاله العاريه كما حدث لآدم وحواء بعد سقوطهما بل على الغطاء الروحى الٳلهى المقدس الذى كسانا الله به وستر عورتنا وهو دم المسيح الفادى الذى فتح لنا مرة أخرى فرصة التنعم بملكوت الله السماوى والحياه الأبديه معه فى جنة الرب المخلص يسوع المسيح. ٳن الكتاب المقدس فى عهده القديم وفى ٳصحاحه الأول من سفر التكوين يعلن فيه الوحى اﻹلهى كيف خلق الله السموات والأرض وكل ما فيها وماعليها . ويعلمنا أيضا كيف أن الله خلق آدم من تراب الأرض وليس هذا التراب بالطبع من السماء وبالتالى فآدم هو كائن جسدى مادى وليس روحانى والماديات توجد على الأرض وليست فى السماء. ثم ٳختار لآدم مكان جميلآ ليعيش فيه وهذا المكان بحسب الكتاب المقدس يقع شرقى عدن بمنطقة الأردن وأن هناك نهر يخرج منها ينقسم ٳلى أربعة أنهار وهى : فيشون ؛ جيحون ؛ حداقل والفرات وهذه الأنهار هى حقيقة على الأرض وليست فى السماء . والحقيقه أن الحياة فى جنة عدن ﺁنذاك أشبه بالحياة فى السماء مع الله من حيث كمال كل شئ حتى القداسه . وفى سفر التكوين 2 : 15 وضع الرب آدم فى هذه الجنه ليفلحها ويعتنى بها والسؤال : هل توجد فلاحه فى جنه سماويه؟ . وفى سفر التكوين 2 : 21 نجد آدم يقع فى نوم عميق وهذا طبيعى لكونه جسد أرضى أما فى السماء فملائكة الله والقديسين لا ينامون بل يسبحون الله نهارآ وليلآ. بالٳضافه ٳلى أن طبيعة آدم وحواء هى لحم ودم وعظام وهذة أمور ماديه وليست روحانيه نورانيه سماويه. ثم أن كل هذه هى من صفات الجسد الذى يمكنه أن يأكل ويشرب ويتعب وينام ويتزوج بعكس الأرواح السماويه التى لا شاغل لها ٳلا التسبيح والصلاه والسجود بقداسه أمام عرش النعمه الٳلهيه وهذا لم يكن آدم عليه. ثم نأتى ٳلى مشهد آخر يخص الحيه القديمه ( الشيطان ) التى تتجول فى جنة عدن وتتكلم مع الٳنسان وتسقطه فهل يمكن لهذا الشيطان أن يفعل كل هذا فى جنه المفروض أنها سماويه فى حضرة الله القدوس بالطبع لا. ثم أن الوحى الٳلهى يصف الحيه بأنها أمكر وحوش البريه تك 3 : 1 فهل البريه توجد فى السماء أم أنها على الأرض؟. ثم أن هناك تساؤل هام: هل الشجر والثمر والماء والنساء والحيه وآدم وحواء هي أشياء غير ماديه تخيليه من خيال البشر يتخيل أنه يأكل ويشرب وينام ويضاجع النساء فى مكان وهمى خيالى أسماه الجنه؟ ولا تعليق. فى سفر التكوين أيضآ 3 : 7- 8 نقرأ : ٳنفتحت أعينهما – عرفا أنهما عريانين – خاطا لأنفسهما ملابس من ورق التين – خاط لهما الله ملابس من جلد – الله يمشى فى جنة عدن – آدم وحواء يختبآ بين الأشجار؛ نجد أن هذه العبارات ٳنما تشير ٳلى كونها أحداث قد جرت على الأرض وليست فى السماء الروحانيه الغير منظوره. وهنا دعونا نتحد معآ فى هذا التأمل الخاص: الرب القدير الواحد خالق الكون ماشيا فى جنة عدن على الأرض ينادى آدم ويتكلم معه ومع حواء. ألا تروا معى أحبائى قدرة الله الغير محدوده فى التواجد مع الٳنسان مباشرة على الأرض يتكلم معه ، وهذه الصوره سوف تتضح أكثر عندما نعرف لاحقآ كيف أن الله أظهر نفسه للٳنسان وجاء ٳلى الأرض مرة أخرى متجسدآ وماشياً ومتكلماً وفاديآ . ونستكمل القرائه فى سفر التكوين 3 : 19 يقول الرب لآدم بعرق جبينك تكسب عيشك حتى تعود ٳلى الأرض فمن تراب أخذت وٳلى تراب تعود. والسؤال هنا هل المقصود بالعوده ٳلى التراب الأرضى هو هبوط آدم من السماء ٳلى الأرض أم أنه سيدفن فى تراب الأرض الذى خلق منه؟ ثم فى الأخير نرى عظيم رحمة الله ومحبته للٳنسان عندما أبى أن يميته بسبب خطيئته بل ٳكتفى بطرده من جنة عدن رائعة الجمال ٳلى الأرض الخربه التى جبله منها يشقى فيها ويفلحها وأقام الله ملائكة الكروبيم وسيفآ ناريآ متقلبآ لحراسة الطريق المؤدى ٳلى شجرة الحياه. وفى هذه اللحظه ونتيجة سقوط آدم تم ٳغلاق ملكوت السموات أمام الٳنسان الخاطئ النجس الذى لا يتوافق مع طبيعة الله الكامل القدوس .ولسوف نستعرض فى المقاله القادمه كيف دبر الله خطته الٳلهيه العظيمه لٳعادة فتح ملكوت السموات مره أخرى أمام الٳنسان بهدف خلاص نفسه وٳعادة الشركه الحقيقيه المقدسه معه والتى سبق وقطعتها خطيئة آدم وفصلته عن الحياه مع الله. ولنتأمل اعزائى قليلآ فى ما سبق فنرى ان الله خلق آدم من تراب الأرض وعلى الرغم من ان نسله لم يخلق بنفس الكيفيه ومثال ذلك حواء التى خلقها الله من ضلع آدم الاّ اننا نؤمن ان كل نسله هو من تراب وهذا بتبعية انتمائه الى اصل آدم الترابى ، وعلى النحو ذاته نجد ان خطيئه آدم الأصليه قد ورثها لنسله هذا ليس لأن خطيئة الانسان يورثها للأجيال اللاحقه بل لأن الخطيئه الأصليه فصلت الانسان عن الله وحولته من حالة القداسه الكامله الى طبيعه ساقطه فحتى المولود حديثآ له طبيعه خاطئه آلت اليه بسقوط آدم على الرغم من عدم اقترافه اثم بعد ولهذا فخطيئة آدم ليست كباقى الخطايا البشريه يمكن ان يتوب عنها وتغفر له فهى التى فصلت الانسان عن الشركه الأبديه مع الله القدوس ولو كانت كذلك لكان الله اعاد آدم الى الجنه ولكان كل نسله لم يولدوا بطبيعه ساقطه خاطئه وهذا بالتاكيد مالم يحدث.إذاً فبنى آدم إكتسبوا طبيعة آدم الترابيه وأيضاً الساقطه الخاطئه... اذآ فما هو الحل؟ كيف يمكن اعادة الانسان مره اخرى الى حالة القداسه الكامله التى كان عليها قبل السقوط كى يستطيع ان يكون فى شركه ابديه مع الله الواحد القدوس فى ملكوت السموات؟ ان الخطايا الفرديه التى يقترفها الانسان هى نتيجه طبيعيه لطبيعة جسده الساقط ولكونها هكذا فيمكن للانسان ان يتوب عنها وان يغفرها الله له ، اما الخطيئه الأصليه التى اسقطت آدم ونسله وفصلتهم عن الله القدوس فغفرانها لا يتم بنفس الطريقه السابقه لأن فى غفرانها اعادة الشركه المقدسه بين الانسان مع الله الواحد وفتح ابواب ملكوت السموات التى سبق واغلقته هذه الخطيئه الأصليه وإعادة هذه الشركه لا تتم بهذه الطريقه. لقد حاولا آدم وحواء ان يسترا انفسهما بعد ان اكتشفا انهما عريانين نتيجة سقوطهما بصناعة رداء من ورق التين ولكن لم يدم نجاح المحاوله طويلآ فخاط الله لهما لباس من جلد حيوان كى يستمر يسترهما ولهذا فغفران الخطايا وسترها يتم بسفك دم وهذا تم التعامل على اساسه طول العهد القديم. اما بالنسبه لطبيعة الخطيئه الأصليه كما اوضحناها من قبل فالكفاره عنها لا تتم بالذبائح التقليديه كما هو معتاد ولكن لابد من تقديم ذبيح عظيم مميز كامل القداسه والطهاره بلا عيب يليق بأهمية الحدث الذى بسفك دمه تقبل مغفرة الخطيئه الأصليه والوحيد المقبول لدى الله لاعادة الشركه المقدسه الأبديه بينه وبين الانسان وهذا بالفعل ما خطط الله له ، فقرر ان يقدم هو هذه الذبيحه بنفسه بأن يبذل ابنه الوحيد وكلمته الأزليه والأقنوم الثانى بين الآب والروح القدس فى ذات الله الواحد كفاره وفداء عن خطايا جميع البشر . والحقيقه ان هذه امور روحانيه سماويه وليست ماديات ارضيه فلا يوجد عاقلآ على وجه الأرض يقول ان الله هو كائن مادى انجب ولدآ ماديآ انما الأمور السماويه هى امور روحانيه نورانيه مقدسه فى فكر الله وروحه. فأرسل الله على مدار سنوات طويله انبيائه ورجاله الأمناء برسائل ونبؤات كثيره جدآ لتعريف العالم عما هو مخطط له تمهيدآ لهذا اليوم المقترب، فأنبأواعن المسيح المخلص ابن الله الوحيد الآتى الى العالم ليخلص العالم وأنبأوا عن بشارة ميلاده وولادته وحياته ومعجزاته وآلامه وصلبه وموته ودفنه وقيامته . والحقيقه ان العهد القديم ملئ بمئات النبؤات على مدار مئات السنوات لأنبياء كثيرون . وفى ملئ الزمان وفى الموعد المحدد حسب مشيئة الله تجسد الرب الاله فى شخص يسوع المسيح ابنه الوحيد وكلمته الأزليه وتمم شريعة الله الواحد وحقق خطته وقام من بين الأموات فاتحآ ملكوت السموات امام المؤمنين به ومعيدآ الشركه المقدسه بين الانسان والله ( طوباكم يا من تؤمنون به ). يوحنا 3 : 16 هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد كى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديه. يوحنا 3 : 36 من يؤمن بالابن فله الحياة الأبديه ومن يرفض ان يؤمن بالابن فلن يرى الحياه بل يستقر عليه غضب الله. يوحنا 5 : 24 ان من يسمع كلامى ويؤمن بالذى ارسلنى تكون له الحياة الأبديه ولا يحاكم فى اليوم الأخير لأنه قد انتقل من الموت الى الحياه. اعزائى القراء... الحقيقه واضحه الآن : انسان كامل طاهرو مقدس فى شركه أبديه مع الله – أخطأ وعصى الله وسقط وانفصل عنه – استحق الموت ولكن الله من رحمته اكتفى بطرده من الجنه وفصله من الشركه معه – دبر له خطه عظيمه لخلاصه وفدائه – بذل ابنه الوحيد وكلمته الأزليه الأبديه يسوع المسيح كفاره عن خطاياه – من آمن بذلك قولآ وفعلآ وقبل فدائه الكفارى على عود الصليب استحق استعادة الشركه مع الله والحياه الأبديه معه فى ملكوته السماوى ومن لا يؤمن بهذا لن يمكنه العوده الى هذه الشركه مع الله ولن يكون له مكان فى ملكوت الله السماوى مهما فعل فالرب يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياه وليس هناك أى طريق آخر يوصلنا إلى السماء عالمين أن إبليس الذى يريد هلاكنا يوهم البعض بأن هناك طرقاً أخرى لتحقيق ذلك مغلفاً إياها بقناع زائف من الشكل الدينى والتعاليم الزائفه المضلله خادعاً الكثيرين فى طريق ضلاله وإلى جحيمه الأبدى. ولإلهنا كل المجد والكرامه دائماً وإلى الأبد ... آمين |
|