في مَثَل ألابْنَين، أحدهم يقول ولا يفعل، والآخر لا يقول، لكنّه يفعل. إنّهما أخوين، لهما نفس الوضع، لديهم نفس الأب، غير أنّهما يتصرّفان بشكل معاكس. إنّ الإنْسَان حرٌّ في أن يردّ على الرَبّ بنعم أو بلا. هناك ابن ثالث لم يذكره المثل، ولكنَّه ابنٌ حيٌّ، يقول ويعمل، ويعمل كما يقول: إنَّه يسوع المسيح، ابن الله الأزلي. إنَّه لم يقلْ قطّ لأبيه السَّماوي: "لا" بل قال دومًا لأبيه: "نعم"، وكانت حياته كلِّها سلسلة "نعم". قال "نعم" لمَّا تجسَّد، وقَبْلَ أن يدخل العالم "هاءَنَذا آتٍ لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ" (عبرانيين 10: 9)، وقال "نعم" قبل أن يُقدِم على آلامه: "لا مَشيئَتي، بل مَشيئَتُكَ!" (لوقا 22: 42) مقدِّمًا ذاته ذبيحةً طاهرة على الصليب طاعةً لإرادة أبيه السَّماوي في سبيل فداء البشريَّة.