رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
استهانة بالتحذير
السيدة دكتور / هيلين عزيز سعادة ص . ب 3190 –عمان الأردن في يوم 16 أبريل 1984 كنت مع زوجي دكتور/ نبيل سعادة في طريقنا بالسيارة من ميناء العقبة إلي عمان عاصمة الأردن . وكانت الشمس قد أخذت تتواري خلف الأفق ، وتحجب نورها عن الكون. وفجأة – وعند منتصف الطريق – هبت زوابع رملية فتضاءل مدي الرؤية ، وأصبح استكمال الرحلة أمرا صعبا . أخذت أصرخ لسيدي يسوع المسيح ، ثم ناديت بأعلي صوتي ناديت شفيعي الحبيب مارمينا العجايبي الذي أحتفظ بأيقونة له مع كتاب من كتب معجزات البابا كيرلس في حقيبة يدي. وأود أن أوضح _ قبل الاسترسال في سرد المعجزة – إنني ما كنت أعرف هذا البطل لولا ما روته عنه شقيقتي المقيمة بالقاهرة ، والتي أهدتنا نسخة من كتاب حياته ، ومن كتب معجزات البابا كيرلس السادس. وقد تباركت بزيارة ديره العامر بمريوط أنا وزوجي وأولادي الذين يحتفظون في حجرتهم بصورة كبيرة له ، ويرشمون أنفسهم بزيت مبارك حصلنا عليه من الدير. أعود إلي قصتي فأقول إن العاصفة قد هدأت بما يسمح بمواصلة الرحلة ، ولكن ظهرت أمامنا في الأتجاه المقابل سيارة خاصة أخذ قائدها يطلب منا – بواسطة الإشارات الضوئية – أن نتوقف وقد استجبنا لرغبته ، فأقبل نحونا ، فوجدناه شابا وسيما ، أخذ يرجونا في إلحاح غريب ألا نواصل السير " لأن الطريق خطر علينا جدا".. وقد تعجبنا لخوفه الشديد علينا ، وللهفته البالغة لنجاتنا ، وهو لايعرفنا . وفي هذه اللحظة أقبلت سيارة أخري في نفس اتجاهنا شجعنا من فيها علي مواصلة السير معا ، فوافقنا ، وشكرنا ذلك الشاب اعتمامه بنا ، وسرنا في طريقنا غير آبهين بنصحه. لم تنقض سوي أربع دقائق حتي اختفت السيارة التي وعد صاحبها بالسير معنا، ووجدنا الموت محدقا بنا ، فالطريق مملوء بالشاحنات الكبيرة في كلا الاتجاهين ، وبدا علي زوجي الاضطراب ، فصرخت قائلة :" يا مارمينا انجدنا "، وهنا قرر زوجي الرجوع توا. وفي طريق العودة ، وجدنا الشاب ذاته يقف إلي جوار سيارته (مرسيدس ) ، وكأنه كان يعلم أننا سنعود... توقفنا .... وأخبرناه بما صادفنا من اخطار ، وما لقيناه من أهوال .. وها نحن عدنا عملا بنصيحته... فابتسم الشاب ، وقال " لقد أخبرتكم بما كان ينتظركم ". ولما هممنا بالانصراف طلب منا أن نساعده في دفع عربته ، لأنها غرزت في الرمل ، فعرضنا عليه أن يركب السيارة معنا لنوصله إلي أي مكان يريد . ولكنه اعتذر بسبب غريب ، وهو وجود " جمل " في السيارة ، وأنه لا يستطيع أن يتركه ، فاتجهنا بأبصارنا إلي المقعد الخلفي للسيارة لنجد "جملا" صغيرا جالسا في منتهي الهدوء ، تماما كالجمل الذي نراه في صورة الشهيد مارمينا باركا عند قدميه ... كان منظرا شاذا وغريبا ، ولكن الموقف عبر دون أن نعيره انتباها ، إذ قمنا بدفع السيارة لمسافة قصيرة لاتتعدي خمسة أمتار ، فتحركت مسرعة في طريقها ، ثم اختفت تماما بعد عدة أمتار. وهنا انفتحت اعيننا علي الحقيقة ... إنه مار مينا العجايبي ... إذ لايعقل أن يصطحب مسافر "جملا" في سيارة خاصة" ملاكي " ، وأن يكون الجمل بهذا الهدوء. تضيف السيدة صاحبة الرسالة : لقد أخبرت بهذه المعجزة عددا كبيرا من الراهبات اللاتين والكاثوليك في الأردن فآمن بما حدث. عزيزي القاريء – إضافة إلي ما قالته هذه السيدة الفاضلة عن أهوال الطريق فإن ما نشر بجريدة الأهرام – فيما بعد – يؤكد خطورة السير في ذلك الطريق المؤدي إلي الميناء الوحيد للملكة الأردنية فبعد حدوث المعجزة بحوالي ثلاثة أشهر تقريبا نشرت الجريدة المذكورة نبأ تعرض سيارة في نفس الطريق لحادث رهيب ، راح ضحيته بعض المصريين ، ففي العدد رقم 35648 الصادر في 19 يوليو 1984 نبأ يقول :" مصرع 15 مصريا وإصابة 11 بالأردن ". |
|