الإعاقة العقلية
تقع ظاهرة التخلف العقلي ضمن اهتمام فئات مهنية مختلفة. ولهذا حاول المختصون في ميادين الطب والاجتماع والتربية وغيرهم التعرف على هذه الظاهرة من حيث طبيعتها، ومسبباتها، وطرق الوقاية منها، وأفضل السبل لرعاية الأشخاص المعوقين عقليا. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد استدعى التوسع في الخدمات المقدمة للمعوقين عقليا وتنوع تلك الخدمات قيام المجتمعات المختلفة بوضع الضوابط والمعايير التي تحدد أهلية الفرد للاستفادة من تلك الخدمات، وتحديد الشروط الواجب توافرها في الخدمات اللازمة.
وبناء عليه فقد جعل هذا التطور قضية الإعاقة موضوعًا اجتماعيًا اهتم به المشرعون من باب اهتمامهم بوضع الأنظمة والقوانين المختلفة المتعلقة بالمعوقين عقليًا وتنظيم الخدمات المقدمة لهم. كما اهتم بها أولياء الأمور الذين يهمهم أن يتلقى أطفالهم المعوقون الخدمات المناسبة
* مفهوم الإعاقة العقلية:
نستنتج مما سبق انه من الصعوبة بمكان الوصول إلى تعريف للتخلف العقلي يتصف بالدقة والشمولية، ويلاقي قبول مختلف الفئات العلمية والمهنية ذات التخصصات المختلفة... وقد يكون من المناسب استعراض ابرز التعريفات المختلفة للتخلف العقلي وصولًا إلى التعريف الذي يعتبر أكثر قبولا من سواه...
يعتبر تعريف (دول) من أوائل التعريفات للتخلف العقلي التي يمكن أن توصف بالتحديد والوضوح ويتلخص تعريفه بأن الشخص المتخلف عقليا هو الذي يتصف بـ:
* عدم الكفاية الاجتماعية..
* تدني القدرة العقلية..
* يظهر التخلف العقلي خلال فترة النمو..
* ويستمر خلال مرحلة النضج..
* يعود التخلف العقلي إلى عوامل تكوينية..
* غير قابل للشفاء..نجد من تعريف (دول) انه يؤكد على مفهوم الكفاية الاجتماعية كأساس للحكم على الفرد على انه متخلف عقليًا...
أما (هيبر) فقدم تعريفًا حظى بقبول الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي وينص هذا التعريف على أن:
"إن التخلف العقلي يشير إلى انخفاض عام في الأداء العقلي يظهر خلال مرحلة النمو مصاحبا بقصور في السلوك التكيفي".. وكما هو واضح من هذا التعريف فانه يعتبر انخفاض درجة الذكاء كمحك أساسي للتخلف العقلي..
ومما لاشك فيه أن تلك التعريفات وغيرها ساهمت بشكل أو بآخر في إثراء البحث العلمي وزيادة إمكانية تحديد مفهوم التخلف العقلي وطبيعته.. إضافة إلى ذلك فإنها رغم تنوعها ساعدت في التوصل إلى التعريف الذي تتبناه الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والذي يعتبر أكثر التعريفات قبولًا وشيوعًا بين مختلف الدارسين في هذا المجال..
وينص هذا التعريف الذي اقترحه ((جروسمان)):
"إن التخلف العقلي يشير إلى حالة من الانخفاض الواضح في الوظائف العقلية العامة تظهر أثناء فترة النمو وينتج عنها أو يصاحبها قصور في السلوك التكيفي"..