|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِذلِكَ تَقَلَّدُوا الْكِبْرِيَاءَ. لَبِسُوا كَثَوْبٍ ظُلْمَهُمْ. جَحَظَتْ عُيُونُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ. جَاوَزُوا تَصَوُّرَاتِ الْقَلْبِ. يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالشَّرِّ ظُلْمًا. مِنَ الْعَلاَءِ يَتَكَلَّمُونَ. جَعَلُوا أَفْوَاهَهُمْ فِي السَّمَاءِ، وَأَلْسِنَتُهُمْ تَتَمَشَّى فِي الأَرْضِ. يبين كاتب المزمور سر شر الأشرار، وهو الكبرياء، الذي جعلهم يستهزئون بإخوتهم الأبرار، الذين قد يكونون أفقر منهم، أو أقل صحة، وتكلموا عليهم بعجرفة، متعاليين عليهم كأن لهم سلطان السماء، يحكمون على أهل الأرض، إذ يشبهون أنفسهم بالملائكة، وسكان السماء، مع أنهم مرفوضون من الله لشرهم. نتيجة كبرياء الأشرار سقطوا أيضًا في خطية الظلم، إذ ظلموا من حولهم سواء بالاستهزاء والكلمات القاسية، أو بالطمع في ممتلكات غيرهم، لأن الأشرار آنانيون، ولم يختشوا من خطاياهم، بل لبسوها كثوب، فتمادوا في شرهم. إذ انغمسوا في الطمع والشهوات يصور كاتب المزمور تهافتهم على الأكل وشهوة بطونهم بإمتلاء واكتظاظ أجسادهم حتى برزت عيونهم إلى الخارج. فأثر ذلك على نظرهم، وفى نفس الوقت ضعفت بصيرتهم، ففقدوا التمييز لابتعادهم عن الله، وثمادوا في الإنشغال بالماديات فوق كل تخيل، إذ صاروا عبيدًا للشهوات. |
|