رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لما كان القديس نكتاريوس، الأسقف، مديراً للمدرسة الإكليريكيّة، مدرسة "ريزاريو"، في أثينا، وذلك في عام 1894م. حدث أن مرض الموظف المسؤول عن مهام التنظيفات في المدرسة، وأوصاه الأطبّاء ألاّ يعمل لفترة شهرين. لكن هذا المسكين كيف سيعيش؟ إذ لم تكن موجودة بعد التأمينات الإجتماعية لمساعدة الموظفين، فكان من الطبيعي أن يعيّنوا شخصاً آخر مكانه. لكن القدّيس نكتاريوس قال له: "إنتبه أنت إلى صحتك وكلّ الأمور سوف تتدبّر". وهكذا في كل صباح، وقبل أن يستيقظ التلاميذ، كان ينهض الأسقف نكتاريوس، مدير المدرسة، وينظّف الساحات والممرّات والمراحيض بنفسه، دون أن يعيّن شخصاً آخر، لكي لا يخسر ذلك الموظف الفقير وظيفته التي يعتاش منها، وفي نهاية الشهر كان يدفع له الراتب المعتاد. وحدث في أحد الأيام أن أتى هذا الموظف إلى المدرسة بدافع الفضول، وإذ به يشاهد القدّيس ماسكاً بالمكنسة ينظف الساحات، فبُهت ووقف متأمّلاً وقال له: "أأنت يا سيّدنا تنظّف عني؟ لن أقبل هذا أبداً" فقال له القدّيس: "أنت يا ولدي إذهب إلى بيتك وانتبه إلى صحتك ولا تهتم الآن بنظافة المدرسة، لأننا إن عينّا آخر سواك فسوف نخسرك، وهكذا عليّ أن أساعدك في شدّتك هذه، لكن إنتبه ألاّ تقول لأحد عمّا شاهدت". ولكن بعد ذلك لم يستطع هذا الموظف أن يكتم عمق محبة واتضاع القديس، فأخبر الكثيرين بهذه الحادثة وبكل بما رآه وسمعه. ☦ عن سيرة القديس نكتاريوس العجائبي |
|