خبير مناعة يكشف عن أهمية اللقاحات للأطفال
أنطلقت صباح أمس الأحد حملة التطعيم ضد شلل الأطفال و التي تستمر حتى الأربعاء ٣ مارس، للمواطنين والمقيمين على أرض مصر من عمر يوم وحتى عمر ٥ سنوات.
وعلق الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، على هذه الحملة قائلا: " حملة قومية ضخمة فى مصر تعزز المناعة ضد فيروسات شلل الأطفال.. 90 ألفا من الجيش الأبيض يشاركون فى حملة التطعيم .. وأن التطعيم آمن و فعال."
وأضاف مجدي بدران، أن هذه الحملة تستهدف تطعيم 16.5 مليون طفل للحفاظ على مصر خالية من مرض شلل الأطفال، على الرغم من أن مثل هذه الحملات توقفت في العديد من دول العالم بسبب انشغال العاملين في مجال الصحة إلى مواجهة فيروس الكورونا ،مما بات يهدد حوالى 10 ملايين طفل بفيروس شلل الأطفال".
وأشار خبير المناعة في تصريحات لـ صدى البلد، إلي أن التطعيمات ترفع مناعة الأطفال المصريين و الضيوف، وأن التطعيمات منعت إصابة المصريين بشلل الأطفال للأبد كما منعت الوفيات التى كانت تحدث لأطفال مصر بسبب الفشل التنفسى بسبب فيروس شلل الأطفال.
واضاف : "عالميا تشير التقديرات إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال فى العالم بمعدل 99% منذ عام 1988، تم تطعيم حوالى 3 مليار إنسان ، على مدار 21 عاما و انقاذ 16 مليون إنسان من الشلل بفضل هذه التطعيمات ، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي برعاية منظمة الصحة العالمية من أجل استئصال المرض.
وتابع: شلل الأطفال كان متوطنا فى 125 بلدًا في عام 1988، خلو مصر من شلل الأطفال... فى سنة 2004 تم اعلان خلو مصر من شلل الأطفال وقد أبلغ عن آخر حالة من مدينة أسيوط في مايو 2004، هذا الانجاز الرائع وفقا للمعايير الدولية المتبعة شهدت به المنظمات الدولية كاليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية.
وقال مجدي بدران، خبير المناعة، إن شلل الاطفال كان من الأمراض المتوطنة في مصر منذ الفراعنة ولدينا دلائل علي اصابة كهنة مصريين بالمرض، حيث ينشأ شلل الأطفال عن الاصابة بفيروسات شديدة العدوي عن طريق الفم ، تعشق الجهاز العصبي خاصة الخلايا الحركية ، و تستطيع ان تشل الجسم في غضون ساعات ، والضحايا هم الأطفال أقل من 5 سنوات غير المحصنين .
ويعتبر القضاء على شلل الأطفال سيوفر على الأقل 40 إلى 50 مليار دولار أميركي على مدى السنوات العشرين المقبلة، معظمها في البلدان المنخفضة الدخل.
وردا على سؤال : طالما مصر خالية من مرض شلل الأطفال فلماذا نستمر في تطعيم أطفالنا على الإطلاق؟ فقال ان تكرار التطعيم عبر الحملات المختلفة يضمن حماية كل الأطفال الذين يعيشون في مصر من أي فيروس شلل أطفال قادم من خارج مصر، وكذلك الوصول إلى كل طفل تحت 5 سنوات ربما يكون قد فاتته أي جرعة تطعيم سابقة، فيكتسب الطفل مناعة مدى الحياة .
وأكد مجدي بدران، أن المضاعفات كانت تحدث فى مصر فى القرن الماضى و قبله من خلال الشلل الذي كان يصيب 1 من كل 200 إلي 700 حالة عدوي والوفاة في 10% من الحالات المصابة بالشلل بسبب فشل الجهاز التنفسى المميت ، و معني هذا ان ظهور حالة شلل واحدة يعني عمليا وجود الفيروس في حوالي 700 طفل في المجتمع أي أن الفيروس منتشر انتشارًا ذريعا.
وأشار إلي أن لا يوجد علاج لشلل الأطفال لذلك يجب تبنى حملة قومية لتطعيم الأطفال العرب فى مناطق النزاعات المسلحة تحت رعاية الجامعة العربية، مضيفا: "كما يجب الا تلهينا الحروب والخلافات السياسية عن حقوق الأطفال سواء فى بلادهم أو فى معسكرات الإيواء و اللاجئين ، أبسط هذه الحقوق هو تمتعهم بالتطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة.
ونوه الى ان تطعيم هؤلاء الأطفال سيمنع إنتشار أوبئة كثيرة فى المستقبل ربما تجتاح المنطقة العربية، مضيفا انه ليس معنى أن مصر خالية من فيروسات شلل الأطفال أن تمتنع بعض الأسر عن التطعيم ، لابد من تطعيم كافة الأطفال المقيمين فى مصر بما فيهم الوافدين ، خاصة الأطفال اللاجئين من الدول المنكوبة بتوابع الربيع العربى.