رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
1- القديس أرسانيوس من القديسين الذين اشتهروا كثيراً بالبكاء.. حتى قيل إن رموش عينيه تساقطت من كثرة البكاء. وتكون أخدودان (حفرتان) على خده من كثرة البكاء. وكان في الصيف يبلل الخوص بدموعه. وكان يضع على ركبتيه قطعة من القماش تسقط عليها دموعه. وفي ساعة موته بكى كثيرًا، فقال له تلاميذه "حتى أنت يا أبانا تخاف من هذه الساعة؟ "فقال لهم: إن فزع هذه الساعة ملازم لي منذ دخلت إلى الرهبنة.. إن كان القديس العظيم أرسانيوس يبكى هكذا، فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟ وماذا نقول عن فزع تلك الساعة الذي كان يلازم؟ ويلازم من؟ يلازم أرسانيوس العظيم مثال الوحدة والصمت في بستان الرهبان، الذي كان البابا ثاوفيلس يشتهى أن يقابله وكان القديسون يقولون له "لماذا تهرب منا يا أبتاه؟ "فيجيب "يعلم الله أنني أحبكم جميعًا. ولكنني لا استطيع أن أتكلم مع الله والناس في نفس الوقت".. أرسانيوس العظيم الذي كان يقف للصلاة وقت الغروب والشمس وراءه، ويظل واقفًا يصلى حتى تشرق أمامه من جديد مقضيًا الليل طوله في الصلاة.. أرسانيوس المتضع، معلم أولاد الملوك، الذي كان يستشير ذلك المصري الأمي، ويقول له إنه لم يعرف بعد الفا فيتا التي يتقنها ذلك المصرى بل يقول أيضًا إنه تعلم اللاتينية واليونانية، ولكنه لم يعرف بعد كيف ينقى الفول مع رهبان الإسقيط. أية خطايا فعلها القديس أرسانيوس حتى كان يبكى ويفزع من تلك الساعة؟ هل بعد كل هذا نسرع نحن إلى العزاء والفرح من مبدأ الطريق، ونتباهى بأن خطايانا قد غفرت ونبحث عن المواهب؟ ونطالب بنصيبنا في الميراث؟ وننسى أنفسنا0 إن الدموع تحتاج إلى تواضع قلب، ويناسبها جدًا أن يعرف الإنسان ذاته، ويحاسب نفسه ويلومها. قيل إنه لما حانت وفاة القديس البابا ثاوفيلس، قال: "طوباك يا أنبا أرساني، لأنك بكيت طول حياتك من أجل هذه الساعة". 2-وعندما سمع أنبا بيمن أن القديس أرسانيوس قد تنيح، قال: طوباك يا أنبا أرسانيوس لأنك بكيت على نفسك في هذا العالم". "لأن الذي لا يبكى على نفسه في هذا العالم، لا بُد سيبكى إلى الأبد في العالم الآخر. أما بكاؤه ههنا فباختياره. ولكن هناك فبسبب ما يناله من عقاب". "ولكن من الحال أن يفلت إنسان من البكاء هنا وهناك "صدق داود النبي الذي اختبر الدموع جيدًا في حياته فقال: "الدين يزرعون بالدموع، يحصدون بالابتهاج" (مز 145). |
|