عاد لوثر إلى مقره، وكان الإمبراطور تشارلز الخامس يلتمس في ذلك الوقت فضلًا من البابا فعزل الأمراء الألمان الذين انتصروا للراهب مارثن لوثر، ثم استدعى الباقين وأعلن لهم أن لوثر خارج على القانون وقد حدث ذلك قبل أن تمضي عشرون يومًا على مبادرة لوثر المدنية.
علي أن المجموعة كانوا متأهبين، وبينما كان في طريقه خرجت مجموعه الخيالة من غابة، وأوقعوا العربة وحملوه معهم وهناك في قلعه ورتبرج الكبرى أخفاه آمر ساكوني ووضعه تحت حمايته وقد بقي مدة متخفيا في بذله فارس فقير، ومن مخبأة كتب رسائل إلى أصدقائه وأنصاره وهناك شرع أيضًا في ترجمه العهد الجديد إلى اللغة الألمانية بعبارة سهلة الفهم وترجم فيما بعد بمعونة علماء آخرين أسفار العهد القديم أيضا.
وكانت ألمانيا في ذلك الحين على حال من الفوضى والاضطراب، فالإمبراطور كان أكثر الوقت متغيبًا في أملاكه، وكل أمير مستقلًا في إمارته أما الفلاحين الكادحون والفرسان الفقراء فقد انطوت نفوسهم على التمرد والمرارة وعضد الناس لوثر مسوقين إلى ذلك بعوامل متباينة، فبعضهم ناصره لكراهيتهم الضرائب التي فرضها البابا ورغبتهم في أن يديروا ألمانيا الحرة المتحدة والبعض الأخر كالفلاحين توسموا أن تكون مناداته بالحرية المسيحية وسيلة لإعتاقهم من أغلال العبودية وآخرون يهدفون إلى أن يهدموا كل الأشياء من النظم القديمة وخلق عالم جديد.