رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحقيقة لا تموت، وإن ماتت انبعثت في اليوم الثّالث، أي في ملء الزّمن، المرتئيه ربّك للبنيان، وما ربّك بمستغيَب إذ ليس أحد بخاطف من يد الآب!. الضّامن إيّاها، إذًا، مسيحُك، الناهض من بين الأموات في اليوم الثّالث ختمًا!. لِمَ قام المعلِّم المصلوب في اليوم الثّالث، ولمّا يَقُم لتوِّه؟ عند الآب قام فورًا، والتّعبير الأصحّ أنّه كان حيًّا واستمرّ حيًّا، ومنه، في شأننا، قولة السّيّد: مَن كان حيًّا وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد!. أيعني ذلك أنّه لم يذق الموت؟ بل ذاق الموت، لكن ملء الحقيقة فيه كان ملء الحياة بحيث إنّه ولو مرّ بالموت، بواقعيّة كاملة، لأنّه ابن الإنسان أيضًا، إلاّ أنّه مرّ به كأنّ الموت لم يكن!. دونك مثلاً الوقت، في حركة دؤوب، يمرّ باللّحظة المحدّدة، هنا والآن، وللتوّ يمتدّ إلى الأمام كأنّه لم يمرّ بها؛ أو كنور الشّمس الّذي العينُ من طبيعته، فإذا ما امتلأتْ منه، استمرّ فيها، ولو خَبِرت العينُ، لضعف البشرة، الظّلمةَ، كلمحة بصر!. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
|