كثيرًا ما نُعرِّض أنفسنا إلى سخريـة أهل العالم وتوبيخه بسبب تصرفاتنا التي يولّدها تأثير الشك وعدم الإيمان، وهكذا الحال دائمًا، إذ لا يرفع شأن الإنسان ويُكرمه في سيرته سوى الإيمان. نعم إننا في بعض الأحيان نرى أُناسًا بحسب الطبيعة مُستقيمي السيرة ومَحمودي السير، ولكن هذه الأخلاق لا يُركَـن عليها لأن الأساس الذي تستند عليه واهن، والبناء مُهدَّد بالسقوط في كل لحظة، أما الإيمان فهو وحده الذي يُكسب الإنسان كرامة صحيحة لأنه يُقرن النفس بقوة الله الحي، وهذا هو أساس الآداب الصحيحة. والأمر الغريب أن الإنسان الذي يختاره الله بنعمته لكي يكون مرموقًا بعين رعايته متى حادَ عن طريق الإيمان ينحط أكثر من بقية الناس أدبيًا!