وقف هذا العَشَّار بعيدًا، لكنّ الله اقترب منه ليسمعه كما يؤكِّد صاحب المزامير "الرَّبُّ تَعالى ونَظَرَ إلى المُتَواضِع أمَّا المُتَكَبّر فيَعرِفُه مِن بَعيد " (مزمور 138: 6)؛ وبإحساس ضميره كان العَشَّار بعيدًا، لكن بتواضعه اقترب، وما التواضع إلاّ الاستعداد للانفتاح نحو الله، والخضوع بثقة لنعمته تعالى وكلمته المقدسة. فالله يسكن عند المرء المتواضع المُنسحق كما جاء في نبوءة أشعيا "أَسكُنُ في العَلاءِ وفي القُدْس ومع المُنسَحِقِ والمُتَواضِعِ الرُّوح لِأُحيِيَ أَرْواحَ المتواضِعين وأُحيِيَ قُلوبَ المُنسَحِقين (أشعيا 15:57).