رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلما ازدادت العاصفة كثرت المكافآت نستطيع أن نتتبع رحلة البطريرك يوحنا خلال رسائله، خاصة تلك التي بعث بها إلى شماسته أولمبياس. فقد وصف لها كل شيء بتدقيق. انطلق الأسقف الأسير من نيقية في الرابع من شهر يوليو سنة 404م يصحبه ركب من الجنود يقسون عليه ما استطاعوا. وقُبيل وصولهم إلى قيصرية كبدوكية، كتب إلى شماسته يصف لها رحلته قائلًا: [إني أتصور ماذا تكون مشاعركِ نحوي عندما أرى أفواجًا من الرجال والنساء يتدفقون علينا في الطريق، وفي الفنادق، وفي البلاد، يروننا ويبكون! إن كان الذين يرونني يحطمهم الألم فيبكون علينا دون أن يتمالكوا أنفسهم، بالرغم من رجائي وتوسلاتي إليهم، إذ كانت دموعهم تنهمر باستمرار، كم بالأكثر تكون عاصفة حزنك؟ لكن اعلمي أنه كلما ازدادت العاصفة كثرت المكافآت، ولكن بشرط أن تتحملي هذا بشكر وشجاعة... لا تتركي نفسك للحزن، بل اقبلي العاصفة بتعقل.(21)] وبعد وصوله قيصرية كتب إليها يقول: [الذين يقابلوننا في الطريق -الآتون إلينا من الشرق أو من أرمينيا أو من أية بقعة في الأرض- تنساب دموعهم كالنهر كلما رأونا، كانوا ينوحون وهم يرافقوننا في الطريق في أنين! أقول هذا لكي تعرفي أن لي أحباء كثيرين، يشاركوننا عذابنا، وهذه تعزية كبيرة لنا. فلو أن الأمر على خلاف ذلك، لكان الوضع ثقيلًا يصعب احتماله، وهذا ما يشتكي منه النبي قائلًا: "انتظرت إنسانًا يشاركني آلامي فلم يكن، ومعزِّين فلم أجد" (مز 69: 20). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم |