بين السامرية والابن الضال:-
الله له طرقه المتعددة لجذب كل نفس. فالسامرية لم تعرف الله ولا سمعت عنه هذه يذهب لها المسيح ويجلس معها ويتحاور حتى يجذبها للإيمان به فتخلص. أما الابن الضال فهذا قد عاش في بيت أبيه مستمتعًا بمحبته وأبوته وأطايبه، والشبع في بيته، وبعد كل هذا اختار أن يترك حضن أبيه وبيت أبيه، هذا لا يذهب له المسيح ليحاوره (فما الجديد الذي سيقوله له فهو يعرف كل شيء عن بيت أبيه) بل يحاصره بالتجارب والضيقات (المجاعة والأكل مع الخنازير) حتى يقارن بين حاله بعيدًا عن أبيه وبين حاله في بيت أبيه فيشتاق للرجوع. وإذا رجع نراه يستقبله بالأحضان والقبلات ولا يعاتب ولا يجرح مشاعره. (المجاعة هنا تناظر حوت يونان = ضيقة يسمح بها الله لعودة الضال).