رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشركة مع الرب في الخدمة وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا ... يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلاَمٍ وَعَمَلٍ صَالِحٍ ( 2تس 2: 16 ، 17) مَنْ ذا الذي يحتقر الأمور الصغيرة؟ حقًا إننا بطيئو القلوب في إدراك أن قيمة أية خدمة تتوقف على تقدير الله لها. وأن أحقر خدمة وأبسط خدمة إنما تستحق منا كل اهتمام وتكريس الفكر والقلب ما دام الله هو غرضها، وهو الذي وضعها على قلوبنا. إننا لا نستطيع أن نكون أقوياء مع الناس إن لم نكن أقوياء مع الله. وأكبر غلطة نقع فيها هي أننا نحاول أن نكون أقوياء مع الناس دون أن نستمد هذه القوة من الله. ونحن في شديد الحاجة إلى الاتكال على الله عندما نتكلم مع فرد واحد، تمامًا كحاجتنا إلى الاتكال عليه عندما نتكلم إلى ربوات. مرة ذهب أحد خدام الرب ليزور مريضًا. ذهب إليه وهو يعتقد أن قوته، وذاكرته، واختباراته لن تخونه، وفي كامل الثقة في ذاته ظن أن أمر تشجيعه والصلاة معه من الأمور الهيِّنة عليه، التي لا يحتاج معها إلى سكب نفسه أمام الرب، كما يفعل عندما يكون ذاهبًا إلى عمل تبشيري في جموع حاشدة. لكن الرب جعله يختبر فراغه فلم يجد كلمة واحدة يقولها لهذا المريض. لقد خجل كثيرًا أمام الرب، وتعلَّم من هذا الاختبار أنه ينبغي أن يطلب وينتظر منه رسالة يقدمها لنفس واحدة، تمامًا كما يفعل عندما يتكلم إلى جماعة. إن قليلاً من الثقة في الذات يفسد ويعطِّل عمل الله. هناك أيضًا أمر هام، إذ كثيرًا ما نغش كلمة الله بحواشي وزيادات من عندنا. إننا نستصغر ما يعطيه لنا الرب. فالفكرة البسيطة التي يشغلنا بها الرب لكي نقدمها للسامعين، لا نقدمها في بساطتها، بل نضيف عليها أفكارًا أخرى من عندنا لكي تبدو شيئًا له قيمة. في هذا نحن ننسى أن الرب في نعمته يتنازل لكي يعمل بالأشياء البسيطة ما دامت مُعطاة منه. أخيرًا نقول إنه كلما كانت خدمتنا للمسيح نفسه ولأجل خاطره، كلما زادت ثقتنا في معونة الله لنا، لأن تمجيد المسيح يتفق مع فكر الله. وفي الأبدية سيكون شغلنا الشاغل هو تعظيم شخصه المبارك. أما ما يُعوَّل عليه أكثر من كل شيء آخر للوصول إلى قلوب السامعين، فليس هو قوة كلامنا أو طلاقة لساننا بل قوة الله العاملة في الكلمة وفي نفوس السامعين. أنجز يا ربي قصدكَ بي أنتَ لقلبي خيرُ مُريـحْ املأ حياتي بروحِكَ كي يتجلى فيَّ المسيحْ |
|