رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهرب من خطاياك المحبوبة ليس الخاطئ هو الإنسان الذي يسقط في جميع الخطايا، بهذا السقوط الكامل الشامل يهلك. إنما تكفى خطية واحدة يكون ساقطا فيها، هذه تلوث نفسه، وتكون سببا لهلاكه خطية يحبها، تمثل نقطة الضعف فيه. وتكون خطيته المحبوبة هذه، هي العائق بينه وبين الله. إن انتصر على هذه الخطية بالذات، صار منتصرًا في حياته الروحية. وإن انهزم فيها، فلا تنفعه كل انتصاراته على باقي الخطايا الأخرى.. هذه الخطية تمثل مدخل الشيطان إلى قلبه وإرادته. وينبغي أن ينتصر في هذا الميدان بالذات الذي هزمه فيه العدو. وغالبًا ما تكون نقطة الضعف هذه، هي النقطة الثابتة المتكررة في كل اعترافاته، كلما ذهب ليعترف بخطاياه. نقطه الضعف هذه، تذكرنا بثقب واحد في سفينة. مهما كانت السفينة هائلة ورائعة، فهذا الثقب الواحد يمكن أن يكون سببًا في غرقها. كذلك بقعة واحدة في ثوب، تكون كافية لتوسيخه، مهما كان جميلا ونظيفا في باق أجزائه. ونقطة حبر واحدة في كوب ماء، تجعله كله غير صالح للشرب. ولابد لنا أن نجاهد لإصلاح الثقب الذي في السفينة، مهما كانت التحسينات الأخرى الموجودة فيها. وكذلك نعمل على إزالة البقعة الواحدة من الثوب، ولا نفتخر بأن الباقي منه نظيف. مثال تلميذ رسب في مادة واحدة في الامتحان.. ومع أنها مادة واحدة، فغنه يعتبر راسبا، مهما كان ناجحا في باقي المواد الأخرى. وحتى لو حصل في باقي المواد على درجات نهائية، فمن أجل هذه الواحدة التي رسب فيها، قد يعيد العام كله. عليه إذن أن يعرف نقطة الضعف التي عنده ويركز عليها ويعالجها. أو مثال مريض يشكو من مرض معين يؤلمه. مهما كانت باقي أجهزة جسمه سليمة، سيبقى متألما مادام هذا المرض باقيا وعلى طبيبه ان يركز على موطن الألم بالذات لكي يعالجه. كذلك في الحال مع الخطية، لأنها مرض. خذ مثالا آخر بإنسان يصوم.. وفى صومه يمتنع عن أطعمة كثيرة. ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه عن طعام معين بالذات، يشتهيه.. فما الذي يستفيده مثل هذا الإنسان من صومه، مادام ضعيفا، لا يقوى على ضبط نفسه، في النقطة التي يحارب فيها بشهوة الطعام.ألسنا نقول حقا، أنه لو امتنع عن هذا الطعام بالذات، لصار ناجحا في صومه وفي روحياته.. أما إن سقط في هذه، فقد سقط في الكل. ويذكرنا هذا بقول الكتاب: من حفظ كل الناموس، وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرمًا في الكل (يع 2: 10). فما معنى هذه العبارة من قول الرسول؟ وكيف نفهمها؟ تفهمها بسؤال واحد تحتاج أن تجيب عليه وهو: هل أنت تحب الله، بحيث لا يوجد شيء يمكن أن يبعدك عنه؟ فإن وجد شيء، أي شيء، يكون هو المشكلة في حياتك، وهو نقطة الضعف فيك. أو هو خطيتك المحبوبة التي تنافس الله في قلبك. إن الله يقول "يا ابني أعطني قلبك".. فلو كان قلبك في جهة أخرى بعيدًا عنه، تكون هذه الجهة هي العائق الوحيدة الذي يعوقك عن الصلة بالله. لم يكن هناك أشياء كثيرة تبعد آدم وحواء عن الله. إنما كانت هناك تلك الشجرة الواحدة لا غير. لو أنهما استطاعا أن ينتصرا بالنسبة إليها لصارت حياتهما كاملة أمام الله. ولكن بانهزامهما خسرا كل شيء. انتصر إذن على نقطة الضعف التي فيك، والتي يعرفها الشيطان عنك. ويدرك تماما أنه كلما يريد أن يهزمك، يدخل إليك من هذا الباب بالذات.. كثيرون يعزون أنفسهم بأعمال برهم، يتذكرونها لتغطى على هذه الخطية ولكن الله لا يقبل هذه التغطيات. مثال ذلك الرجل الفريسي، الذي كان الضعف فيه، أنه يظن نفسه بارًا، ويحتقر غيره من الخطايا.. هذا كانت له نقط بيضاء كثيرة، إذ أنه كان يعشر جميع أمواله، وكان يصوم يومين في الأسبوع. وكان واقفا في الهيكل يصلى. ولم يكن من الناس الظالمين الخاطفين الزناة. ومع ذلك لم يخرج من الهيكل مبررًا (لو18: 9 - 14). فلماذا؟ لأن كل هذه الأعمال لم تستطع أن تغطى على العجرفة الداخلية، التي هي نقطة الضعف فيه بالذات. والتي يجب أن يتخلص منها، ليتبرر أمام الله. بنو إسرائيل أرادوا أن يغطوا على خطاياهم بالذبائح والبخور.. وبالتقدمات وحفظ المواسم من سبوت وشهور وأهلة وباقي الطقوس والصلوات.. ولكن الله لم يقبل هذا منهم. بل قال لهم "لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب.. لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لي.. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي. صارت على ثقلا. مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم، أستر عيني عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دما. اغتسلوا، تنقوا، أعزلوا شر أعمالكم" (أش 1: 11 - 16). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اهرب من خطاياك المحبوبة وعالج نقط الضعف فيك |
إهرب من خطاياك المحبوبة |
اهرب من خطاياك المحبوبة |
أهرب من خطاياك المحبوبة إليك |
اهرب من خطاياك المحبوبة |