رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضرورة إنتظار مجيء السيد المسيح وقيامتنا الإنتظار لمواعيد المسيح يخلق فينا الرجاء لهدفٍ نؤمن به والمتعلق بوعود المسيح لنا . اليهود انتظروا مجيء المسيح بصبر في العهد القديم كله ، لكن أذهانهم قد أعميت لأن الحجاب الذي وضعوه على وجوههم بسبب وجه موسى المضيء النازل من الجبل ، كان مسدلاً على بصيرتهم وعقولهم . فعندما جاء المسيح في ملء الزمان لم يؤمنوا به لعدم تميّزهم لزمن مجيئه الحقيقي فتقاطعت أنظارهم في طريق مسدود أبعدهم عنه عندما جاء ، بل قاوموه بشدة ودفعوه الى الصلب . أما نحن المؤمنين اليوم فعلينا أن ننتظر المجيء الثاني للمسيح برجاء وطيد ونتوقع مجيئه في مجد عظيم ومعه ملائكته القديسين . علينا أن لا نسمح لأمواج الأوهام وأخبار وأعمال هذا العالم أن تبعدنا عن التفكير في الله ومواعيده . أننا نعيش في محيط يعمل على أبعادنا من الله فيفقد تفكيرنا حساسيته ودقته الروحية . فعندما نفقد الجديّة في أنتظار مجيء الرب ، سنميل الى الخمول والى الأنغماس في لحظات السعادة الوقتية فنصبح كاليهود الذين فقدوا قدرة التميّز وقت تجسده وولادته بينهم كما مَيّزوه المجوس وعرفوا الوقت بدقة . الرسول بولس يحثنا لكي نبقى في حالة اليقظة والأنتظار ، فيقول ( وكما في النهار ، لنسلك سلوكاً لائقاً ، لا في العربدةِ والسكر ولا الفحشاء والإباحية ، ولا في الخصام والحسد ، بل ألبسوا الرب يسوع المسيح ( تمثلوا به ) ، ولا تشغلوا بالجسد لقضاء شهواته ) " رو 13 : 13-14" . فعندما نرفع أنظارنا وأفكارنا نحو العلى فنستطيع أن ندرك مواعيده من خلال أنتظارنا وأفكارنا نحو العلى فنقدر أن ندرك مواعيده من خلال أنتظارنا لمجيئه وأنتظارنا للقيامة معه . أنهما هدف واحد وموعد واحد ، فيوم مجيء الرب على الغمام سيجذبنا اليه نحن الأحياء أو سيقيم أجساد موتانا معه في مجد عظيم . مجيء المسيح مربوط بقيامتنا فعندما ننتظر مجيئه يعني أننا ننتظر قيامتنا نحن خراف قطيعه المختار . وهذا الأمر لا يقبل الشك وحسب قول الرسول ( فإن لم يكن للأموات من قيامة ، فإن المسيح لم يقم أيضاً . وإن كان المسيح لم يقم ، فتبشيرنا باطل وأيمانكم أيضاً باطل ) " 1قو 15: 13-14 " فإنتظارنا هو واجب وفرح لأننا سنصل الى المستقبل الدائم عندما يرفعنا معه الى الحياة الأبدية مع الله . فنحن أتباعه لسنا كغير المؤمنين به ، فإننا ننتظر في الأفق البعيد ، الى ما وراء الطبيعة المرتبة ، وإلى ما وراء حدود حياتنا الزمنية المحدودة الى حياتنا في الأبدية اللامحدودة . فتفكيرنا بهذا الموضوع يبدأ من قيامة المسيح من القبر ، وهدف قيامته لم يكن لسبب تحدي صالبيه أو السلطة الرومانية ، بل له علاقة بكل الذين آمنوا به ، ومحبتهم له هي أقوى وأبعد من الموت . لهذا فالمسيحي المؤمن بالرب لا يهاب الموت ، بل يتحدى مضطهديه بعزم . المسيح قام من أجل الذين أحبوه وعقدوا ثقتهم ومصيرهم به ، وهو أيضاً أئتمن بهم لأنهم اصبحوا خاصته فكشف لهم الأسرار ، وأعطاهم رسالة مقدسة لدعوة الناس الى التوبة ، والى الحياة الجديدة من خلاله ، بل جعلهم رسالة توصية الى جميع الأمم لكي يعرفوها ويقرأوها ، كتبها على قلوب تلاميذه لا بحبر بل بروح الله الحَيّ ، لم يمتبها على ألواح حجرية كالتي اعطاها لموسى ، بل في ألواح قلوب مؤمنيه ( أنظر 2 قو 3 ) هكذا جعل مختاريه نوراً مضيئاً للعالم ، فقال ( أنتم نور العالم ) فنشروا السلام والفرح بين الشعوب اللذين ينتظرون الآن مجيئه الثاني وقيامتهم معه . فالقيامة بالنسبة لهم هي الحدث الخفي الذي يحررهم من مخالب الموت الأبدي . لننتظر مجيء الرب بمجد عظيم لكي نكون معه الى الأبد ، وله المجد دائماً بقلم / وردا أسحاق |
|