رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جهادي سيناوي : لن نسمح للجيش بفرض سيطرته علي سيناء هذا الحوار تلقته البشاير من علي عبد العال الباحث في الشؤون الإسلامية . كل عباراته موحية بإمتداد الصراع بين الجماعات الجهادية في سيناء والجيش المصري الحوار بالغ الأهمية ، وينبغي قراءته بعناية شديدة ، وتأمل المعني والمبني ، والمضمون والمحتوي .. حروفة مدججة بالسلاح .. والسلاح موجود مع كل السيناوية ، باعتباره أسلوب حياة .. والإعتداء علي السيناوي أو سلاحة إعتداء علي شرفة وأسلوب حياته .. يقول المتحدث : إن مايجري إعتداء علي السيناوية وليس تصفية للجهاديين . لأنهم لن يستطيعوا تصفية الجهاديين .. الحوار يقدم معادلة مستحيلة في سيناء : بين السلاح والبشر والجيش .. دعونا نقرأ الحوار معا ونسأل عنه علي عبد الفتاح وليس البشاير .. --------------------------------------------------------- قيادي جهادي: لا نريد زيرستان جديدة في سيناء (حوار) ------------------------------------------------------- علي عبدالعال قالت شخصية جهادية وثيقة الصلة بالتنظيمات الإسلامية المسلحة في سيناء: إن سلاح الجهاديين موجه فقط لإسرائيل، وأنهم لا يريدون معارك جانبية مع أحد، مؤكدا أن فلسطين قضية مركزية في الفكر الجهادى وإسرائيل هي الهدف الثابت لسلاحهم. ونفى في مقابلة خاصة أي رغبة للجهاديين في الدخول في صدام مع الجيش المصري، مشيرا إلى أن الحركة الإسلامية وهي في أوج الصراع العسكري مع نظام مبارك في التسعينيات لم يحدث أن تكون استهدفت الجيش. وأعتبر الجهادي المصري اشتباكات الجهاديين دفاع شرعي عن النفس لا يقومون به إلا للضرورة، معتقدا أن الجيش ينفذ عقابا جماعيا في سيناء والدليل على ذلك وجود جثث متفحمة لمدنيين تم استهدافهم لمجرد الاشتباه. كما أنه حتى هذه اللحظة لم تثبت جهة حكومية أو غير حكومية هوية منفذي عملية رفح. وفيما يتعلق بموقفهم من الرئيس الإسلامي الحاكم في البلاد، قال إن كون الدكتور مرسي ذو ميول إسلامية وذو نوايا حسنة تجاه قضايا الإسلام فهذا لا يكفي مادامت الأفعال تخالف الأقوال على الأرض. وفيما يتعلق بأمد الصراع في حال استمر قال "حازم المصري" أي تنظيم مهما كان بالغا في ضعفه العسكري، وأيا كان انتماؤه الفكري، قادر على خوض حرب طويلة الأمد في سيناء ضد الجيش قد تنتهى بعد عشرين عاما، ولذلك نحذر الجيش من التمادي في الخوض في المستنقع السيناوي لئلا تتكرر تجربة وزيرستان. موضحا أن جغرافية سيناء أعقد جغرافيا في الشرق الأوسط ربما لا ينافسها في ذلك سوى جغرافية أفغانستان التي لم تنجح جيوش 48 دولة موجودة منذ 11 عاما في القضاء على طالبان فيها. وفيما يتردد إعلاميا بوصفهم تكفيريين، قال أن الخلط بين التكفيريين والجهاديين هو تضليل متعمد لمحاربة الجهاديين. مضيفا أن الإعلام الحكومي يسمى الجهاديين تكفيريين لأن رجل الشارع بطبيعته يحب مصطلح "الجهاد" ويكره مصطلح التكفير فيعطى بذلك مبررا وغطاءا شعبيا للقوات الحكومية لارتكاب ما شاءت من أفعال تحت غطاء "القضاء على التكفيريين". فإلى نص الحوار *ما التنظيمات التي تتبنى الآن قتال قوات الجيش المصري إذ كانت بعض الفصائل في سيناء قالت أنها لا تستهدف الجيش؟ ـ لا توجد أي تنظيمات جهادية أو غير جهادية تتبنى – بصورة معلنة - قتال الجيش المصري لا في سيناء ولا في باقي البلاد... وهذا السؤال هو ناتج عن تصور وجود حرب دائرة في سيناء بين الجيش المصري وفصيل ما يتبنى قتال الجيش.. وهذا الطرح هو ما يروجه الإعلام الحكومي بعد عملية رفح "الغامضة" .. ولكن هذا الطرح مخالف للواقع وللأحداث على الأرض ولشهادات الشهود وللتقارير الصحفية المحايدة. *ما هي أبرز التنظيمات المسلحة في سيناء، والأفكار التي يتبنوها؟ ـ السلاح في سيناء هو "ثقافة مجتمع" لا يمكن تغييرها على المدى القريب ولا حتى البعيد المنظور.. الأصل في سيناء هو حمل السلاح... الجميع مسلح، لأن الدولة غائبة نتيجة لظروف تاريخية يطول شرحها.. مبارك في عز قوته لم يتمكن من نزع سلاح سيناء أو الصعيد وكان يسلم به كأمر واقع ويحاول أن يوظفه لخدمة نظامه وسياساته. السلاح في سيناء هو جزء أساسي من معادلة قبلية معقدة، ويلعب دور رمانة الميزان في حفظ توازن القوى بين القبائل المتصارعة على الدوام حول النفوذ والسلطة والأراضي والثروات. وأنا لا أجد مبررا لدعاوى نزع سلاح سيناء... بل أجد السلاح هناك ضرورة وضمانة هامة في مواجهة الأطماع الإسرائيلية وعامل كبح لسياستها التوسعية.. سيناء ملاصقة للكيان الصهيوني وقد تركها الجيش للاحتلال الإسرائيلي مرارا قبل ذلك في 56 و 67. * تزايد الحديث عن جماعات تكفيرية في سيناء، هل تعتقد فعلا بوجود تكفيريين، من هم، وهل لهم تنظيمات ومنظرين؟ ـ الخلط بين التكفيريين والجهاديين هو تضليل متعمد لمحاربة الجهاديين.. وكلام الإعلام الحكومي عن "جماعات تكفيرية في سيناء" هو دعاية "جوبلزية" .. بالفعل هناك تكفيريين في سيناء.. أفراد متناثرون هنا وهناك ليس لهم منظرين ولا كتابات ولا إطار يجمعهم وذلك لطبيعة المنهج الذى ينتهجونه نفسه، بل أقول لك أن التكفيريين في القاهرة أقوى وأنشط وأكثر تنظيما وعددا منهم في سيناء. الإعلام الحكومي يسمى الجهاديين تكفيريين لأن رجل الشارع بطبيعته يحب مصطلح "الجهاد " ويكره مصطلح "التكفيري" فيعطى بذلك مبررا وغطاءا شعبيا للقوات الحكومية لارتكاب ما شاءت من أفعال تحت غطاء "القضاء على التكفيريين" .. مثل مصطلح "الحرب على الإرهاب" الذى صاغه جورج بوش .. ومصطلح "القضاء على الرجعية " الذى صاغه جمال عبد الناصر للتخلص من أعداءه. التكفيريين في سيناء يكفرون الجهاديين ويدعمون الجيش وقوى الأمن في الحملة على الجهاديين.. ولهم تصريحات منشورة في هذا الشأن والذى يريد أن يحكم على الجهاديين بأنهم تكفيريين استنادا فقط لأقوال وتهم عدوِّهم يكون قد ظلمهم والبينة على من ادعى ! ولكن يحكم عليهم من كتاباتهم وأدبياتهم وبياناتهم وتصريحات قادتهم وإصداراتهم السمعية والمرئية ولا توجد جماعة ولا تيار إسلامي إلا واتهم بالغلو في التكفير في مرحلة من المراحل. * على خلفية العمليات التي استهدفت الجيش، هل يمكن أن تقيم لنا قدرة هذه التنظيمات العسكرية، ومدى رغبتهم في استهداف الجيش؟ ـ إذا كنت تقصد عملية رفح فقد نفى تيار السلفية الجهادية مسؤوليته عن الحدث مرارا وتكرارا .. وعلى كل الأحوال لو أجبنا عن النقطة الرئيسية لسؤالك لخلصنا لنتيجة مفزعة .. وذلك أن أي تنظيم مهما كان بالغا في ضعفه العسكري.. وأيا كان انتماؤه الفكري.. قادر على خوض حرب طويلة الأمد في سيناء ضد الجيش قد تنتهى بعد عشرين عاما.. ولذلك يحذر خبراء عسكريين الجيش المصري من التمادي في الخوض في المستنقع السيناوى لئلا تتكرر تجربة وزيرستان ! الوضع معقد جدا هناك.. ومن يحسب موازين القوى العسكرية بعدد الأفراد فقط أو بكمية السلاح ينظر للموضوع بسطحية بالغة .. فالعامل القبلي في سيناء متداخل مع العامل الديني، فمثلا إحدى القبائل هي من سلمت ابنها للجهاديين ليذبحوه بعد أن تأكدوا من تعاونه مع الموساد في قتل الناشط الجهادى إبراهيم عويضة .. أقصد أن الناس في سيناء محتقنة نتيجة تراكمات عقود من القهر الحقيقي وقد ينجح الجهاديون فى كسب ولائهم وتعاطفهم .. فعلى الأقل هم أقرب لهم من القوات الحكومية .. وقد تجبرهم ممارسات الجيش الحالية على تأييد الجهاديين مما سيزيد الوضع تعقيدا ففي اشتباكات 16 -9 الأخيرة كان الناس يهتفون للمسلحين !! - جغرافية سيناء أعقد جغرافيا في الشرق الأوسط .. ربما لا ينافسها فى ذلك سوى جغرافية أفغانستان حيث لم تنجح جيوش 48 دولة موجودة منذ 11 عاما فى القضاء على طالبان رغم كل ما بذلوه وهو كثير ورغم كل ما يمتلكوه وهو كثير .. بل لدى تقرير أمريكى أن طالبان – تلك الجماعة الفقيرة الضعيفة – تسيطر بالفعل على 60 % من أفغانستان حاليا .. يعنى إذا قررت جماعة ما اللجوء للجبال وخوض حرب طويلة الأمد فلن يتمكن الجيش مهما بذل من جهود فى القضاء عليها قبل عشرين سنة حسب رؤيتى الشخصية وبعد أن يتكبد خسائر حقيقية فادحة .. ونأمل ألا تصل الأمور لهذا المستوى. - السلاح متوافر بكثرة فى أيدى الجميع .. وليس سلاحا شخصيا خفيفا فحسب بل سلاح متوسط وثقيل ونوعى، فعلى سبيل المثال في اشتباك 16 – 9 أصاب الجهاديون طائرة مروحية ودمروا مدرعتين أمريكيتين الصنع وفرت من أمامهم حملة بها 30 مدرعة برغم أنهم بوغتوا فى الصباح الباكر ولم يكونوا مستعدين .. نفهم من ذلك أن الجهاديين لديهم رشاشات ثقيلة ومضادات للدروع .. لدى الجهاديين أيضا صواريخ قصيرة المدى .. وقد سبق لهم استخدامها ضد إسرائيل كما رأيناهم يستخدمون ألغاما مضادة للدبابات في إصدارهم المرئي الذى أذاعوه بشأن استهداف أنبوب الغاز الواصل لإسرائيل. الجيش المصري تم تخريبه على مدار 30 عاما من سياسات التدجين في عهد مبارك فما بالك بحرب عصابات غير متوازية حيث يطارد أشباحا ويتلقى ضرباتهم ولا يراهم .. كما أن الجيش ليس له أى خبرة فى التعامل مع الحركات الإسلامية .. إذ لم يسبق له الدخول معها فى مواجهة إجمالا .. كما لم يسبق للحركة الإسلامية – حتى فى أوج الصراع العسكرى مع نظام مبارك فى التسعينيات – أن استهدفته .. هذا يعقد الأمور بالنسبة للجيش بطبيعة الحال .. إذ تفرض عليه حرب لا يريدها ضد عدو لا يعرف عنه شىء دون هدف واضح من الحرب أو حتى مبرر واضح لها. - العامل الأخير الذى يعقد الصراع هو الوضع السياسى والثورى القائم فى مصر والذى يضع سقفا لتحركات الجيش .. فالإعلام يراقب الوضع جيدا .. ونشطاء الثورة قادرين – عند مستوى معين من تجاوزات الجيش – أن يغيروا الرأي العام ضده .. والحكومة الجديدة لا أظنها تريد خوض هذه الحرب العبثية ولا قادرة على دفع تكلفتها. ونؤكد للمرة الألف : ليس لدى الجهاديين أدنى رغبة فى الدخول فى صدام مع الجيش .. ولم يقوموا بالإشتباك معه سوى مرات معدودة وكانوا فيها مضطرين للدفاع عن أنفسهم .. وحتى هذه الاشتباكات حرصوا على ألا يكبدوا الجيش فيها خسائر وأن يكون الإشتباك قدر الضرورة لدفعه فقط .. * نريد أن نجلي حقيقة ارتباط التنظيمات الموجودة في سيناء مع تنظيمات غزة ـ الترابط موجود بالتأكيد عضويا وفكريا .. الجماعات السلفية الجهادية فى سيناء وغزة لا تعترف بالحدود أصلا .. هم يتعاملون مع القضية الفلسطينية من منطلق دينى عقائدى .. حتى قبل سقوط نظام مبارك دعم الجهاديون فى سيناء – عن طريق الأنفاق – غزة بالسلاح والمؤن والمهمات العسكرية .. وآووا بعض المطلوبين لإسرائيل .. ومن ناحية أخرى فقد استفاد جهاديو سيناء بالإمكانيات والخبرات المتاحة فى القطاع فأرسلوا بعض عناصرهم لتلقى التدريب واختبأ هناك بعض المطلوبين ... وحكومة حماس تتعامل معهم بمنطلق براجماتى نفعى .. فإذا تقاطعت مصالحها معهم تركتهم .. وإن أضرت تحركاتهم بها ضربتهم!! ولذلك استهدف الجيش المصرى الأنفاق المؤدية لغزة وتفاخر فى بيانه الأخير بهدم 31 نفقا !! الجماعات الجهادية المعلن عنهما حتى الآن فى سيناء لها امتدادها التنظيمي الأكيد فى غزة .. الق نظرة واحدة على بياناتهم لتعرف عن ماذا أتحدث.. والجميع متماهى مع فكر ومنهج القاعدة ومع المشروع الجهادى الأممي. *هل من مظالم ترون الجيش انتهكها بحق اهل سيناء أو التنظيمات الاسلامية بها لسنا نحن من نرى ذلك فحسب .. غالب الرموز الثورية والنشطاء الحقوقيون يتحدثون عن انتهاكات .. وتكلم الدكتور وجدى غنيم والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل عن ذلك بصراحة .. كيف لا تتوقع حدوث إنتهاكات وهناك قصف جوى على مناطق مدنية آهلة بالسكان .. لقد وثق الإعلام – العلمانى – هذه الجرائم من اقتحام للبيوت وترويع للآمنين وإعتقال للعجائز ... وذكر الجهاديون فى بياناتهم طرفا من ذلك أيضا ..ما يحدث فى سيناء هو جريمة متكاملة الأركان ... هناك جثث متفحمة لمدنيين تم استهدافهم لمجرد الاشتباه وأؤكد أن هذه السياسات ستبوء بالفشل بل ستزيد الأمور اشتعالا وسندخل فى دائرة الثأر المفرغة .. لأن حبيب العادلى جرب كل هذه الأساليب وكانت النتيجة أصفارا كبيرة. *نريد توضيح للعلاقة بين التنظيمات في سيناء ورجال القبائل خاصة مع الحديث عن توتر في العلاقة وغير ذلك؟ ـ لا يمكن توصيف الأمر على أنه توترات بين تنظيمات جهادية وبين قبائل فى سيناء .. العلاقات فى مجملها طيبة .. لأن الجهاديين ليسوا وافدين على سيناء من الخارج بل هم أبناء هذه القبائل .. هناك خلافات بطبيعة الحال لكنها محصورة فى قطاعات معينة – مع الصوفية المتشددين مثلا أو مع عملاء أمن الدولة والمرشدين – وذلك حتى لا نقع فى فخ التعميم. والطبيعة البدوية عموما تحترم القوى .. ولذلك يحظى الجهاديين بشعبية وقبول – ليس له نظير فى باقى الدولة – فى سيناء .. وأن كنت لا أنكر حدوث بعض الوقائع الفردية النادرة من وقت لآخر. * ما الهدف من استهداف جنود الجيش إن كنتم تقرون باستهدافهم ؟ ـ نحن لم نستهدف أصلا جنود الجيش حتى نطالب بتوضيح أهدافنا من استهدافهم ..... هل يصح أن تسأل ألمانيا عن هدفها من قصف هيروشيما بالنووى ؟ سيكون هذا من العبث طبعا فحتى اللحظة لم تثبت جهة حكومية أو غير حكومية هوية منفذى العملية .. وأصحاب الشأن نفوا صلتهم بها .. قل لى بربك ماذا نفعل ؟ ولماذا وجه الاتهام للجهاديين بالذات بدون تقديم أى دليل مع أن المنطقة التى نفذت فيه عملية رفح فيها أكثر من 15 جهة فاعلة .. بل المفروض والمنطقى أن تكون السلفية الجهادية آخر من يوجه لها هذا الاتهام لـها فهى الجهة الأكثر تضررا من العملية وهب أنهم هم من فعلها فهل هكذا يكون الحل ؟ فماذا كنتم تنقمون على مبارك إذن ؟ *مصر الآن يحكمها رئيس إسلامي واضح جدا مراعاته للشرع والدين فهل لكم مآخذ على الرئيس مرسي، نريد توضيح لموقفكم من الحكم الجديد في مصر؟ ـ اسمح لى أن أختلف معك فى هذه النقطة.. فالتيار الجهادى لا يعترف بشرعية أي حاكم يحكم بغير ما أنزل الله مهما رفع من شعارات أو برر من مبررات . والسلفية الجهادية هي أكثر الفصائل الإسلامية الموجودة على الساحة اتساقا مع مبادئها وثباتا على مواقفها في هذا الصدد بينما لا بد من أن يقع الآخرون في التناقض على الأقل. فالدكتور محمد مرسى هو رئيس جمهورية منتخب وفقا للدستور العلماني ... فى ظل نظام ديمقراطى يصنفه الجهاديون على أنه نظام جاهلي طاغوتي. ليس وليا للأمر ولا أميرا للمؤمنين ولم يصل للحكم بالطرق الشرعية الإسلامية المذكورة فى كتب السياسة الشرعية وإنما تولى الحكم عبر آلية الانتخابات وتحت مظلة الديمقراطية وسيادة القانون المخالف للشرع، هذا هو الواقع .. فلا نريد تسمية الأشياء بغير اسمها .. وحتى هو نفسه لم يدع غير ذلك ولم يكن فى خطاب تنصيبه أي ذكر للإسلام أو تطبيق الشرع الشريف. كيف يوجد ولى أمر للمسلمين لا يطبق الشريعة فمرسى لا يمكن أن يكون جادا ولا صادقا فى رغبته تطبيق الشريعة بعد أن ربط منهجه بالديمقراطية ومفاهيم المواطنة المخالفة للإسلام. وكونه ذو ميول إسلامية وذو نوايا حسنة تجاه قضايا الإسلام لا يكفى .. مادامت الأفعال تخالف الأقوال على أرض الواقع . نحن شبعنا دعاوى جوفاء وشعارات رنانة .. قضية القرض الربوى الأخيرة كشفت مدى صدق الدعاوى الإنتخابية التى أطلقها مرسى حول نيته تطبيق الشريعة .. لقد بلغت الجرأة بعصام العريان أن يصرح أنهم قادرين على إغلاق قناة "التت" – قناة جنسية إباحية – لكنهم لم يفعلوا خشية أن يتهموا بأخونة الدولة !! المحكات التي سقط فيها مرسى كثيرة ... ولو فهمت أن الترك فعل ستعرف أنه فعل أمورا كثيرة سيئة – هو قادر على تنفيذها فعلا. منذ أسبوعين مثلا كان هناك فى القاهرة مهرجان للرقص الشرقى كان قادرا على منعه بجرة قلم أو بإتصال تليفونى .. لكنه لم يفعل مع أن لديه كل الصلاحيات وبيده كل السلطات وأطاح بالعسكر ، هذا فقط مثال واحد تقيس عليه .. مصانع الخمور الحكومية لازالت تعمل .. الخ وليس هناك أي بادرة حقيقية علي توجه الحكام الجدد نحو تطبيق الشريعة بمعناها الكامل وأسلمة المجتمع وأى مبررات تريد تقديمها لمرسى فى هذا الصدد أستطيع أن أقدم مثلها لمبارك فى تعطيله الشرع .. وماأسهل المبررات .. وهى لا تنتهى. وكيف يكون إسلاميا من يعلن التزامه بكامب ديفيد ويسمح للسفن الإيرانية المحملة بالأسلحة بالمرور من قناة السويس لضرب المسلمين فى سوريا. وعموما خلاف الجهاديين مع حكومة مرسى طويل عريض هو الخلاف بين جماعة الإخوان والتيار الجهادى الذى ألفت فيه مؤلفات مستقلة .. وقد شرح الدكتور أيمن الظواهرى هذا الخلاف بالتفصيل والأدلة الشرعية وسرد عشرات الأمثلة الموثقة من انحرافات جماعة الإخوان فى كتابه "الحصاد المر" ولم يخرج أى رد من الجماعة ومنظريها على هذه الاتهامات حتى اليوم رغم صدور الكتاب من أكثر من 20 عاما .. كما شرح الشيخ أحمد عشوش – المنظر الجهادى البارز – في أكثر من كتاب له أسس الخلاف مع المنهج الإخوانى وبعده عن الشرع ونتائجه الكارثية. ومن المعروف عن الإخوان أنهم حماعة إقصائية مع مخالفيهم الإسلاميين وليس ببعيد عنك ما تفعله حماس فى غزة من إعتقال عشرات السلفيين لمدد طويلة وما قامت به سابقا فى مجزرة مسجد ابن تيمية وفى رأيى الشخصى أن السلفية الجهادية هى الممثل الوحيد المتبقى للمشروع الإسلامى الحقيقى – بمعناه الأممى – بعد أن تلاشت الفروق تقريبا بين الجماعات الوطنية وبين الإخوان والسلفيون. فمرسي تذكر حديث (هدم الكعبة اهون عند الله من دم مسلم) عندما قتل السفير الأمريكى فى ليبيا لكنه لم يتذكر الحديث نفسه حين أمر قام جنوده - فى العملية التى تباهى أنه يقودها بنفسه - بقتل الناس بالشبهة فى سيناء. * تردد ان هناك استعداد للجهاديين المسلحين للهدنة مع القبائل والجيش ما مدى صحة ذلك؟ ـ هناك نقطة مهمة .. أكررها دائما لأنها أساسية: ليس هناك حرب فى سيناء .. ليس هناك طرفين متصارعين يواجهان بعضهما البعض .. والإشتباكات المتقطعة التى تقع من وقت لآخر لا يقوم بها الجهاديون وحدهم .. فالقبائل مسلحة والعسكر تصرفاتهم غاشمة .. واشتباكات الجهاديين - بعيدا عن تهويلات الإعلام - هى دفاع شرعى عن النفس فقط لا يقومون به إلا للضرورة .. وقد أوضحوا ذلك فى بيانهم الأخير .. ولو قرروا خوض حرب ضد الجيش فلن يتمكن الإعلام من ملاحقة إحصائيات الجثث ونرجو من الله أن لا تتصاعد الأمور لهذا الحد .. لم يدخل الجهاديون فى صراع مع القبائل حتى تكون هناك هدنة وحادثة إستهداف أحد الزعماء القبليين المتعاونين مع الأمن لم يتبنها الجهاديون ولا زالت غامضة .. ومع كل الأحوال فتظل حادثة فردية لم يترتب عليها شىء حتى الآن .. لكن قناة "العربية" تحب أن تضخم الأحداث التى تتفق مع سياستها ...أما بخصوص الهدنة فالذى تردد فى الإعلام حتى الآن هو زيارة وفد من الشخصيات العامة ذات الماضى الجهادى أو ممن سبق إعتقالهم على خلفية قضايا جهادية لسيناء للتوسط فى هدنة بين الجيش والجهاديين لكن نهاية هذا التحرك كانت متوقعة وحتمية : الفشل .. لعدم توافر الأسباب الموضوعية لنجاحه .. - فالجهاديون فى سيناء لا يثقون بمعظم الشخصيات التى قامت بهذا التحرك نظرا لنبذهم المنهج الجهادى منذ عهد مبارك وتبنيهم المنهج الديمقراطى بعد الثورة .. وهما قضيتان لا يمكن تجاوزهما فى نفسية وتفكير الجهاديين - والهدنة تكون بين طرفين .. لا يمكن أن تطالبنى بهدنة وأنت مستمر بقتلى بالشبهة وإعتقالى بدون قانون وترويعى وتهديدى وإقتحام حرمة بيتى .. الجيش استخدم طائرات f16 ودبابات وراجمات صواريخ فى حملته الأخيرة .. هل تفهم ما معنى هذا ؟ نحن نتكلم عن عقابا جماعيا .. مبارك نفسه لم يستخدم الطائرات المقاتلة رغم ضخامة ما حدث فى عهده فى سيناء من أحداث الخلاصة أن الجيش لم يبد أى إشارة ولا إستعدادا لهذه الهدنة .. بعض الإشارات الإيجابية جاءت من مؤسسة الرئاسة لكنها لم تتحدث عن إيقاف الحملة العسكرية ورفع المظالم وتعويض المتضررين وبالرغم من ذلك فإذا توقفت انتهاكات الجيش فى سيناء فأنا متأكد بأن الجهاديين لن يستهدفوه .. فسلاح الجهاديين موجه أساسا لإسرائيل ولا يريد معارك جانبية مع أحد * هل تخططون او تضعون دوما كهدف لكم شن عمليات عبر الحدود ضد اهداف اسرائيلية؟ هذا مؤكد .. فلسطين قضية مركزية فى الفكر الجهادى وإسرائيل هى الهدف الثابت لسلاح الجهاديين .. لا يملك أحد ولا يحق لأحد وقف العمليات ضد الكيان الغاصب المجرم وهى عمليات مجدية وليست عمليات عبثية كما يروج الإعلام الحكومى ويكفيك أن تعرف أن إسرائيل خسرت خلال النصف الأول من هذا العام 1,68 مليار شيكل بسبب قطع إمدادات الغاز المصرية .. طلب الجهاديين الوحيد: اتركوهم يقاتلون الصهاينة .. دعوهم وشأنهم .. والمقاومة ليست حصرية للدولة مادامت من منطلقات شرعية صحيحة وما دامت ضد عدو حقيقى .. أم أن الصهاينة ليسوا أعداءكم وتتظاهرون بغير ذلك. * كيف يمكن انهاء حالة الاشتباك او التوتر القائمة حاليا - ما هي شروطكم او مطالبكم لذلك ـ هذا السؤال ينبغى أن يوجه لمن تسبب فى حالة الإشتباك والتوتر القائمة .. وهو الجيش وهو الطرف الذى يملك إنهاء هذه الحالة لأنه الطرف الفاعل فى هذه القضية. الجيش يريد القضاء على أى وجود معاد للصهاينة فى سيناء باستمراره فى هذه العملية .. وإسرائيل مرحبة بالأمر وتقدم تسهيلات غير مسبوقة لإنجاح العملية فهى المستفيد المباشر منها حتى أن هآرتس ذكرت أن التنسيق المصرى الإسرائيلى فى سيناء هو الأفضل منذ عقود والسلفية الجهادية نفت مسؤوليتها عن حادث رفح – الذى هو السبب المباشر فى إندلاع الأحداث – وتورعت حتى اللحظة عن الإستجابة لإستفزازات الجيش المتوالية والتى وصلت أحيانا لحد القتل ! إذا كانت عملية رفح خطأ فعملية نسر خطأ أيضا والخطأ لا يعالج بالخطأ .. وإذا حدثت عملية "إرهابية" فى منطقتك فلن تكون سعيدا إذا تم قصفها بالطائرات الحربية تحت دعوى "مكافحة الإرهاب". ــــــــــــــــــــــ / علي عبدالعال باحث في شؤون الحركات الإسلامية |
|