لَمْ يَجِدُوا مَدِينَةَ سَكَنٍ [4].
ينطبق هذا القول على اليهود الذين تاهوا في البرية أربعين عامًا، ولم يعبروا إلى أرض الموعد، باستثناء يشوع بن نون وكالب. كما ينطبق على البشرية ككل، فقد عاشت كما في حالة تيه منذ سقوط آدم حتى جاء كلمة متجسدًا ليعبر بهم إلى حضن الآب، ويتمتعوا بأورشليم السماوية كوطنٍ يستقرون فيه أبديًا.
يرى القديس جيروم أن الأمم تاهوا في البرية، ولم يجدوا المدينة. فقد بحث سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم عن المدينة، لكنهم تاهوا كمن في برية قاحلة. فإن تعاليم الفلاسفة دون طلب نعمة الله وعونه لا تُقَدِّم الطعام الحقيقي ولا المياه الحية. إنهم أشبه بالمرأة نازفة الدم التي أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تُشف (لو 8: 43-49؛ مر 5: 25-35؛ مت 9: 20-23). لكنها عندما صرخت إلى الرب ولمستْ هُدب ثوبه شُفيتْ.