، لأني أنا الذي أقبلتُ عليها مسروراً كرامة للذي دعاني وقبلتُها مقهوراً ، مقهوراً من حبه ومن حبي ، لأنه هو سبقنى وقَبِلَ هذه السُّخرة نفسها عني حينما خدم خلاصي بدمه وغسل رجلى باتضاعه ، وبيع كعبد بثلاثين من الفضة ، وسُرَّ أن يموت ثمناً لحريتي . ولكني بعد أن سخَّرت نفسي لخدمة محبته ما عاد لي سلطان أن أستعفي أو أن أطلب أجرة !! "إذ الضرورة قد وُضعت عليَّ فويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو 9 : 16) .
هكذا صارت الخدمة مزيجاً من رحمة وسُخرة ، رحمة في بر يمنحه الله ، ولكن لا نستطيع أن نفتخر به ، وسُخرة محبة ننجذب إليها ، فلا نعود نستطيع أن نستعفي منها !!