|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«ِكَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِه وَلَمْ يَعْرفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِه جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصيرُوا أَوْلاَدَ اللَّه أَي الْمُؤْمنُونَ باسْمه» (يوحنا10:1-12). كَانَ فِي الْعَالَم. كانت هذه نعمة لا تصدَّق أن رب الحياة والمجد قد يأتي ليسكن هذا الكوكب الصغير. إنه لن يكون خبرٌ يستحق أن يقال عن أي شخص آخر أنه «كان في العالم» لأن هذا أمر ليس للإنسان سلطان عليه، لكن بالنسبة إليه كان ذلك إختياراً مُتعمَّداً، إنه عَمَل محبة عجيب. وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِه. ويزداد العجب، فالذي كان في العالم هو الذي صنع العالم، ذلك الذي يملأ العالم جعَل نفسه في جسم طفل ثم شاب فرجل، وفي ذ لك الجسد كان يسكن كل مِلء اللاهوت. وَلَمْ يَعْرفْهُ الْعَالَمُ. كانت هذه حالة من الجهل متعذَّرٌ تبريرها، وكان من الواجب على المخلوقات أن تعرف خالقها، وكان يجب أن يُصعق الخطاة من براءته، ثم كان يجب أن يعرفوا من كلامه وأعماله بأنه كان أكثر من مجرَّد إنسان. إلى خَاصَّتِه جَاءَ. إن كل ما في العالم مُلكٌ له. وكخالق، فله حقٌ غير قابل لنقله لغيره. إنه لم يتعدَّ على ممتلكات شخص آخر. وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. هنا كانت ذروة الإهانة، فقد رفضه الشعب اليهودي مع أنه كان يملك كل مؤهلات المسيَّا، لكنهم لم يريدوه أن يملك عليهم. وَأَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبلُوهُ. لقد أطلق دعوة غير مشروطة، وهي لليهود والأمم على حد سواء. الشرط الوحيد هو أن يقبلوه. فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصيرُوا أَوْلاَدَ اللَّه. يا له من إكرام غير مُستحَقّ بأن يصبح الخطاة العصاة أولاد الله بمعجزة المحبة والنعمة. أَي الْمُؤْمنُونَ باسْمه. لا يمكن للشروط أن تكون أكثر بساطة. لقد مُنِح السلطان لكل الذين بِعَمل إيمان حاسم قد قبلوا يسوع المسيح ربّاً ومخلّصاً لكي يصيروا أولاد الله. لذلك توجد أخبار محزنة وأخبار مفرحة، فالأخبار المحزنة أوّلاً: «لم يعرفه العالم»، «خاصتّه لم تقبله». أما الأخبار المفرحة: «أما كل الذين قبِلوه، فأعطاهم سُلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه». فإن لم تقبله لغاية الآن، لمَ لا تؤمن باسمه اليوم؟. |
|