ميلاد يسوع المسيح من العذراء التي هي نموذج الكنيسة الجديدة،يؤكد طبيعة الملكوت السماوي المُعلَن في المسيح، لأن العذراوية أو البتولية هي سمة السماء، وأما الزواج فيخص العالم الحاضر وحده. فالزواج وما يحمله من آثار، أي إنجاب الأطفال يضمن استمرار الحياة البشرية على الأرض خلال تتابع الأجيال، أما في السماء فليس من موتٍ، فلا حاجة للزواج أو الإنجاب لضمان استمرار الحياة هناك. وكأن البتولية هي سمة الخليقة كلها في السماء.
بهذا فإن بتولية القديسة مريم أثناء تجسد ابن الله يعني تأسيس الملكوت على أساس سماوي وسط الجنس البشري. هكذا دُعِيَ شعب الله للحياة الجديدة، أي ممارسة شبه الحياة السماوية التي هي بتولية الفكر والقلب والنفس خلال اتحادهم مع الله في يسوع المسيح، العريس البتول. هذه هي طبيعة كنيسة العهد الجديد التي صارت العذراء مريم فيها عضوها الأول والأمثل.