رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نظرة مختصرة على حياة موسى، ولم نذكر فيها معاملات الله مع موسى، أو الطريقة التي قاد بها الشعب، وبعض الطرق المحددة التي يرمز بها إلى المسيح، ومحوريته بالنسبة للإيمان اليهودي، وظهورع عند تجلي المسيح، وتفاصيل أخرى. ولكنها تعطينا فكرة عامة عن هذا الشخص. والآن ماذا يمكن أن نتعلم من حياة موسى؟ تقسم حياة موسى، بصورة عامة، إلى ثلاث فترات كل منها أربعين سنة. الأولى هي حياته في بلاط فرعون. وبإعتباره إبن إبنة فرعون بالتبني، فلا بد أن موسى تمتع بكل مزايا وإمتيازات أمير مصري. وقد "تَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَكَانَ مُقْتَدِراً فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ" (أعمال الرسل 7: 22). وعندما بدأت نفسه تنزعج من سوء أحوال العبرانيين، جعل موسى في قلبه أن يكون مُخَلِّصاً لشعبه. قال إسطفانوس أمام مجمع اليهود "ظَنَّ (موسى) أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ اللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا" (أعمال الرسل 7: 25). وندرك من هذا الحدث أن موسى كان رجلاً عملياً كما كان مندفعاً وأحياناً متسرعاً. هل كان الله يريد أن ينقذ شعبه؟ نعم. هل أراد الله أن يستخدم موسى كأداة مختارة لإنقاذ الشعب؟ نعم. ولكن موسى، سواء كان يعلم فعلاً أم لا يعلم ما هو دوره في إنقاذ العبرانيين، تصرف بإندفاع وعنف. حاول أن يفعل في الوقت الذي يختاره هو ما كان يريد الله أن يفعله في توقيته. والدرس هنا واضح: يجب أن نحرص ليس فقط على تنفيذ مشيئة الله، بل تنفيذها في توقيته وليس توقيتنا نحن. وكما في العديد من الأمثلة الكتابية الأخرى، عندما نحاول أن نتمم مشيئة الله في توقيتنا، فإننا نتسبب في مشاكل أكبر مما كان موجوداً في الأصل. |
|