منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 05 - 2021, 07:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

عن يهوذا الإسخريوطي الخائن


عن يهوذا الإسخريوطي الخائن





يهوذا الإسخريوطي بن سمعان الإسخريوطي (يو 6: 71). والتلميذ الذي خان سيده. لقب بالاسخريوطي تمييزًا له عن "يهوذا الآخر". وقد يشتق لقبه من ايش كريوت أي رجل قريوت. ولربما كانت خربة القريتين على سفح القسم الجنوبي الغربي من جبال اليهودية. والإسخريوطي هو التلميذ الوحيد بين التلاميذ الذي لم يكن جليليًا. ولا نعرف عن حياته الباكرة أكثر مما نعرف عن بقية الرسل. والبشائر لا تروي لنا شيئًا عن دعوته. وقد أصبح اسمه تعبيرًا للخيانة. وهو يذكر في ذيل قائمة الرسل مقترنًا بهذا اللقب الذميم. وحرص كتاب البشائر على تمييزه عن يهوذا الآخر، باسم "الذي سلمه" (مر 3: 19 ولو 6: 16)، أو "يهوذا سمعان"، (يو 13: 2) أما يهوذا الآخر فيسمى "يهوذا ليس الإسخريوطي" (يو 14: 22). وقد لبى نداء المسيح، فقد تبعه أسوة بالآخرين، واستمر معه سائرًا بعدما تركه الآخرون ولم يعودوا يتبعونه.

وخصه يسوع ليكون "أمينًا للصندوق" ولكن بدلًا من أن يجعله انتخاب يسوع له لهذا العمل، يتغلب على الطمع والأنانية فيه، فقد نبه أنانيته وطمعه وصار سارقًا يبتز ما بقي في الصندوق الذي عهد به إليه (يو 12: 6 و13: 29). وانتقاده لمريم عندما دهنت قدمي يسوع بالطيب في بيت عنيا (يو 12: 1 - 8). كان دليلًا قاطعًا على مصانعته وريائه.

غير أن طمع يهوذا، وإن كان الباعث الأقوى لخيانته، لكنه لم يكن الحافز الوحيد. لو كان الأمر كذلك، لما اكتفى يهوذا بثلاثين من الفضة وهو مبلغ زهيد، وثمن عبد في تلكم الأيام، بل لانتهز الفرصة المناسبة لغنم أضخم، ولكان أجدى له أن يبقى أمينًا للصندوق، يختلس منه ما تيسر. والحقيقة إن شهوات أخرى كانت تتأجج منه نيرانها في صدره، فقد ظن القوم أن يسوع جاء ليقيم دعائم ملك سياسي، ارضي، فطمع، كما طمع أمله، وطاش سهمه وأحس نفسه في مرتبة وضيعة ولم يبلغ حتى مكانة الثلاثة المفضلين من زملائه. فتمتلئ نفسه غيرة وهو يرى بطرس ويعقوب ويوحنا الجليلين يفضلون عليه ويؤخذون قبله في بيت يايروس، وعلى جبل التجلي. ومع مرور الزمن يرى أن ملكوت المسيح الذي عقد عليه الآمال الكبار أصبح أمرًا مشكوكًا فيه، وغلا لماذا أضاع يسوع الفرصة التي كان يمكنه فيها أن يظهر زعيمًا عظيمًا وملكًا قديرًا (يو 6: 15). فيعرض عنه وينفر منه، وتستحيل النفرة إلى عداء. ولكن حب المال والظهور والسيطرة لا يعلل خيانة يهوذا تعليلًا كافيًا مقنعًا. وليس من شك بأن حب المال والسلطان كانا عاملين قويين من العوامل التي حدت بيهوذا للسير في طريق خاطئ، رفض يسوع بشم وغباء، أن يسلك فيه (مت 4: 1 إلخ.). ولهذا فقد اتفق البشيرون على تعليل واحد لمسلك يهوذا البشع: "دخله الشيطان"، (لو 22: 3 ويو 13: 27). ويؤيد هذا ما قاله يسوع "واحد منكم شيطان" (يو 6: 70 و71). إننا نرى من قصة يهوذا أن الله لا يكره أحدًا على قبول الخلاص، وإن من يقاوم يسوع يصبح فريسة في قبضة الشيطان. وليست هناك إمكانية ثالثة أو منطقة محايدة، والانتحار هو السبيل الوحيد لمن فقد إيمانه، واخذ اليأس بتلابيبه. وعندما بانت ليهوذا فعلته الشنعاء مضى وخنق نفسه (مت 27: 5). لقد عرف أنه ضل الطريق، ولكنه لم يجد طريق التوبة (مت 27: 3). ولسنا نجد وصفًا لنهاية يهوذا أصدق من القول الذي جاء في (أع 1: 20 و25). فقد حزنه كان إلهيًا خلص به، لأنه قاده إلى توبة حقيقية. وأما حزن يهوذا فكان دنيويًا، كان مجرد أسف لم يصحبه أي شعور بالندامة، ولهذا هوى به إلى أسفل الدركات. ويتفق ما جاء في (مت 27: 5) بأن الدينونة التي نزلت بيهوذا كانت ثمنًا للَّوثة الكريهة. والحقل الذي اشترى بمال دم يظل تذكارًا يُذّكِّر العالم بخيانة يهوذا لقرون عديدة.

وقد أرشد الأعداء إلى المكان الذي يقصده يسوع في جثسيماني على منحدر جبل الزيتون، فإنه يعرفه معرفة تامة ولذا فقد قادهم إليه.

ولسنا نعلم بالتأكيد الدور الذي لعبته قبلة يهوذا الغادرة، وكانت التحية المألوفة التي كان يستقبل بها التلميذ سيده عندما يعود إليه.

لقد اتسع صدر يسوع حتى النهاية لهذا التلميذ البائس علّه يرجع عن غيّه. وعندما صرح للتلاميذ في العشاء الأخير: "أن واحد منكم سيسلمني" أشار إليه إشارة خفية لم تسترع انتباه أحد، لأنه لم يشأ أن يفضح نواياه الخبيثة أمام الآخرين. ولكن يهوذا أدرك أن يسوع يقصده (يو 13: 27-29). وبدل أن يرجع إلى رشده، ازداد غلة وغيظًا. حتى عندما ناوله "اللقمة" لم يشعر بالأمر إلا يوحنا الذي، بناء على رغبة بطرس، همس في إذن يسوع قائلًا: "يا سيد من هو?" ولم يسمع التلاميذ الآخرون شيئًا.

إننا نوجز القول بأن خيانة يهوذا مما زالت، على كثرة ما تعرضت له من تحليل ونقد ونقاش، سرًا غامضًا. ولقد اجتهد الباحثون والشارحون في شرح البواعث الخفية المحتملة التي تمخض عنها عمل يهوذا القبيح، فذهب بعضهم إلى تخفيف الجريمة والتماس ببعض العذر له، فقالوا بذلك حَقق النبوات الإلهية، وبالأخص النبوة الواردة في (أش 53) والمتعلقة ببرنامج الفداء (مت 26: 54). ومع ذلك كان يهوذا مسؤولًا عن خطيئته حسب قول يسوع "ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولد" (مت 26: 24). كما ذهب آخرون إلى تهويل عمله. على أن جميع المحاولات حتى الآن لم تكن إلا من باب الحدس والتخمين، ولم تقدم لنا صورة كاملة عن شخصية هذا الرجل الغامضة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خروج يهوذا الإسخريوطي الخائن من العلية
قلب يهوذا الإسخريوطي
«يهوذا الإسخريوطي»
يهوذا الإسخريوطي (الخائن)
التلميذ يهوذا الإسخريوطي الخائن


الساعة الآن 05:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024