قالَ هذا ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس
تشير عبارة "قالَ هذا" إلى الانتقال إلى عمل هام قد هيُّا له فيما سبق مباشرة؛ أمَّا عبارة "نَفَخَ فيهم" في الأصل اليونانيἐμφυσάω (معناه نفخ في وجوههم) فتشير إلى فعل "نفخ" יִּפַּח في سفر التكوين حين نفخ الرب نسمة الحياة في الخلق الأول "جَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة، فصارَ الإِنسانُ نَفْسًا حَّيَة" (تكوين2: 7)، فالفعل نفخ يُوحي بخلق جديد أمام قيامة حقيقية " اللهِ الَّذي يُحيِي الأَموات ويَدعو إلى الوُجودِ غَيرَ المَوجود" (رومة 4: 17). كما في الخلق الأول نفخ الله في الإنسان نسمة الحياة، هكذا بنفخة المسيح ينال الإنسان من الله الحياة الأبدية. كما جاء في نبوءة حزقيال "دَخَلَ فيهمِ (عظام الموتى) الرُّوح، فعاشوا وقاموا على أَقْدامِهم" (حزقيال 37: 9)، فان روح الله خلق شعب الله مطهّرًا من خطاياه ومتجدداً في القداسة كما تنبأ حزقيال النبي "أُعْطيكم قَلبًا جَديدًا وأَجعَلُ في أَحْشائِكم روحًا.جَديدًا وأَنزِعُ مِن لَحمِكم قَلبَ الحَجَر، وأُعْطيكم قَلبًا مِن لَحْم" (حزقيال 36: 26).