رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصول إلى كورنثوس ونتائجه: + ونحن لا نستطيع أن نرفع ما يكفي من الشكر للروح القدس الذي ألهم رسول الأمم بهذه الفكرة التي أغنت العالم غنى يفوق جميع كنوز العالم. فهنا بدأت مرحلة جديدة من الجهاد في حياة بولس: إنه بدأ يستعين بالقلم إلى جانب اللسان. وهو قد كتب من قلبه مباشرة، وهذا يضفي على كتاباته النضارة وعنف الانفعالات والإخلاص بل واللمسة الشخصية. ومن فيض محبته وتواضعه يسجل أسماء العاملين معه كشركائه في الكتابة: من "بُولُسُ وَسِلْوَانُسُ(1) وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ،..." (1 تسالونيكي 1: 1) وهو يعبّر للتسالونيكيين عن فرحته بهم وشكره الله عليهم. ثم يوجههم كبناء حكيم: "افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ"، "صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ"، "اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ،..."، "لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ!" (1 تسالونيكي 5: 16-19)، "امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ" (1 تسالونيكي 5: 22). وبعد ذلك ينصحهم: "ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ" (1تسالونيكي 4: 13-18). وهو هنا يؤكد القيامة على الرغم من موت الأحياء، لأن أهل تسالونيكي كانوا يظنون أن السيد المسيح عتيد أن يأتي وأنهم جميعًا سيظلون أحياء على هذه الأرض إلى مجيئه الثاني،فلما رقد البعض منهم ساورهم القلق مما جعل الكاروز الغيور يؤكد لهم أن هذا الانتقال لا بد منه إلى أن يأتي الرب نفسه بهتاف.. لذلك "عزو بعضكم بعضًا". + وظل بولس في كورنثوس سنة ونصف بعد ذلك لكي يسهر على الكنيسة الناشئة وسط التيارات العنيفة والبلبلات الفلسفية المتباينة. على أنه كان لابد له من المسير: إنه طليعة الكارزين للعالم المتحضّر فلا يمكنه البقاء في مكان واحد. فرسم لهم الكهنة وأوصاهم بالتفصيل عما يجب أن يعملوه. ثم غادر كورنثوس في أوائل سنة 53 م. |
|