هذا مقطف من مقال الاستاذ / أمير طاهرى عضو سابق فى المجلس التنفيذى لمعهد الصحافة الدولى .
وفيه يشرح طبيعة تحول البشر إلى الأرهاب بطريقة تحليلية علمية نفسية دقيقة . ثم يوضح نهاية المطاف وهو لكل بداية نهاية !!!!!!
الذبابة الإرهابية
الإرهابيون دائمًا يذكرونني بقصة قصيرة لفولتير، فيها ذبابة يغيضها صوت دقات الساعة على الجدار، فتقرر تدمير "الوحش". لكن ليس لديها وقت لتستكشف كيف تُصنع الساعة ، ولماذا هي موجودة هناك ، وما إذا كانت هناك طرق أخرى للتخفيف من صوت دقاتها . الذبابة إرهابية، تريد نتائج آنية من محاولة واحدة ، لذا تقرر الاندفاع صوب الساعة مثلها مثل واحد من انتحاريي هذه الأيام .
عقارب الساعة تتوقف جزءًا ضئيلًا من الثانية، ثم تواصل احتساب الوقت بلا هوادة بدقات عالية ابدًا . لكن ذبابتنا التي تبحث عن الشهادة تسقط ارضًا ، مسحوقة وهامدة بلا حياة . وبعد هنيهات تكنس المنظفة جثة الذبابة الشهيدة الانتحارية إلى المزبلة .
فالإرهاب لا يمكن أن يربح ابدًا . فقد يولِّد الكثير من الحرارة، لكنه لا ينتج ضوءًا .
ومن دون الخوض عميقًا في التاريخ ، فإن نظرة على العقود القليلة الماضية لا تقدم مثالًا واحدًا على تمكن الإرهاب من تغيير مسار المجتمع ناهيكم عن تحويله بالكامل ..........