رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم السنوذيا الأنطاكية القديسة الشهيدة ولدت وعاشت القديسة مريم في أنطاكية، وكانت أمة لرجل من أعيان أنطاكية وكان وثنياً وهي مسيحية كوالديها اللذين خدما الرجل وعائلته من قبلها. فلما كان يوم ولد فيه لمولاتها إبن صنع له أبوه عيداً وأكثر من تقديم الذبائح والمحرقات، واشترك الجميع في العيد إلا مريم، لم تبرح المنزل ولا قدمت محرقة فاستدعتها مولاتها واستعلمت منها: لما أنت صائمة ولا تعيدين معنا؟! فأجابت بأنها مسيحية، وأردفت : أنتم تعيدون بالنايات والصنوج والملاهي والدفوف والعيدان، وعيدنا بالصوم والصلاة والطهارة ومزامير الروح القدس، فلما حضر زوجها أخبرته بما حدث فأمر بضرب مريم بالسياط وحبسها في الانفراد وأن لا يدفع لها شيء من الطعام أو الشراب، ومرت الأيام ومريم لا تلين، مسبحة الله، فسمع بأمرها الوالي فقبض عليها وأحالها على المحاكمة. سأل الوالي مريم عن اسمها فأجابته: أنا امرأة مسيحية، أمة للمسيح ! فطلب منها أن تذبح للآلهة فرفضت، فسلمها إلى الجلادين. عذب الجلادون مريم بأمشاط من حديد، ثم أخذوها إلى موضع محجر وهم يرومون تنفيذ عقوبة الرجم بها حتى الموت، وقفت أمة الله على صخرة وصلت: “معونتي من عند الرب صانع السماء والأرض …” (المزمور 120 ). فإذا بها تعاين السماء منشقة وابن الله جالساً عن يمين الله الآب والشاروبيم السارافيم يسبحون، وأختها في الروح القديسة تقلا الشهيدة بينهم تشددها وتعزيها، فما كادت تنتهي من صلاتها حتى انشقت الصخرة، بأمر الله، فدخلت فيها واختفت في جوفها، فضج الناس وارتعد الجلادون وآمن بالمسيح ثلاثة آلاف. فأوفد الوالي أحد مساعديه ليقلع الصخرة ويحفر ويعمق، ثم جيء بعمال وعدد وآلات، ولكن قبل المباشرة بالحفر حدثت زلزلة ونزلت نار من السماء وبرق ورعد، فصار الناس كالأموات من الفزع، ولاذ بعضهم مذعورين ببيت الأصنام فنزلت نار وأحرقته بمن فيه فقضى من الوثنيين ألف وستمائة، وتاب آخرون وآمنوا بالمسيح وكان عددهم ثلاثة آلاف غير الذين آمنوا أول مرة. من ذلك اليوم كف الأذى، بصلوات مريم، عن الميسحيين، فسكنت قلوبهم واطمأنت نفوسهم. يبقى السؤال: لم سميت مريم بـ “السنوذيا ” ربما التي تعني، SINODIA كانت من اللفظة اليونانية فيما تعني، الجماعة أو الشيعة، لعل المقصود كان “مريم ورفقتها ” لأنه كان هناك بضع آلاف من الوثنيين اهتدوا إلى المسيح بواسطتها، أو لعل المقصود كان المسيحيين الذين قيل عنهم في المقطع الأخير من السيرة أن الأذى كف عنهم بصلوات القديسة فسكنت قلوبهم واطمأنت نفوسهم، فتكون مريم قد لمت شعثهم بعدما كانوا متفرقين، فيا قديسة الله مريم الأنطاكية، علمينا أن نثبت نحن أيضاً في إيماننا. |
|