رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجسد لم يحد من وجوده في كل مكان لايظن أحد أنه أصبح محصورا في الجسد او ان أى مكان آخر قد أصبح خاليا منه . أو ان الكون قد أصبح محروماً من عمله وعنايته بسبب حلوله في الجسد ... ولكن إذ هو الله الكلمة الذي لا يحويه و لا يحده مكان فهو إذن الذي يحوى كل الاشياء ... لإنه و إن كان موجودا منذ البدء في كل الخليقة لكنه في جوهره متميزاً عن الكون . و إذ هو الخالق واهب الحياة للكل يملأ كل الأشياء دون (أن ينحصر فيها) أو أن يحدده شيئ منها . ¤ إذن حتى مع حلوله في جسد بشري واهباً له الحياة فقد كان في نفس الوقت بلا تناقض مانحاً الحياة للكون بأسره حاضراً في كل عملٍ من أعمال الطبيعة وهو خارجاً عن الكل (بجوهره وطبيعته) .. فالنفس و إن كانت في الجسد ولكنها بقوة الفكر تسطيع أن تدرك وتدير الأشياء التى هى خارج جسدها . إنما الفارق الكبير أن النفس لاتستطيع أن تعمل خارج نطاق جسدها أو تُحرك الأشياء البعيدة عنها (بدون جسدها ) . فلا يستطيع إنسان جالس في بيته أن يخرك الشمس و الافلاك والنجوم والاجرام السماوية بمجرد التفكير فيها ، ولكنه فقط يراها تتحرك دون أن يكون للانسان تحكم او تأثير عليها ... أما اللوغوس كلمة الله فلم يكن محصوراً في الجسد بل بالحري كان يستخدم الجسد (كهيكل له) وإن كان قد حل في الجسد لكنه في ذات الوقت حاضرٌ في كل شيئ . وبينما كان يتصرف كإنسان لكنه في الوقت نفسه الله الكلمة يُحيي الكل .. و كإبن الله كان قائماً في أبيه 》} [1] _____________ [1] القديس البابا أثناسيوس الرسولي : الرسائل الفصحية : الرسالة رقم ١١ : ١٣ ،١٤ عن كتاب ْ : التجسد، معناه أهدافه اسم المؤلف :القمص متياس فريد الناشر : ك . العذراء بالفجالة الاولي لسنة ٩٨ ص١١ و ص١٢ (بتصرف) |
|