رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فرحاً مع الفرحين وبكاءً مع الباكين "فرحاً مع الفرحين وبُكاءً مع الباكين" (رو 12) العلامة أوريجانوس هنا أيضاً نحن بحاجة إلى التمييز المناسب والملائم. إذ أنه لا يليق بالمسيحيين أن تقترن أفراحهم بأي نوع من الأفراح، ولا دموعهم أن تقترن بأي نوع من الدموع. فعندما أرى شخصاً يبتهج بحصوله على المال، أو باقتناء الأملاك الواسعة، أو باحتلال كرامة عالميّة، بالتأكيد ليس صحيحاً أو من الواجب عليَّ أن أهنئ مثل هؤلاء الأفراد. إذ أنني أعلم أن الأحزان والدموع سوف تعقب مثل هذه الأفراح. حقاً، يجب أن لا نفرح بهذه الأمور، فالرب لم يسمح حتى لتلاميذه بأن يفرحوا عند رؤية الشياطين تخضع لهم. بل قال لهم: "لا تفرحوا بهذا: ان الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كُتبت في كتاب الحياة" (لو 10: 20، رؤ 3: 5) نحن أيضاً إذن، يجب علينا أن نشاطر الناس أفراحهم، عندما نراهم يعملون أعمالاً تستحق أن يتم تسجيلها في السماء، سواء إن كانت أعمال البر أو المحبة أو السلام أو الرحمة، والتي يفعلونها بطريقة حسنة تجعلهم يستحقون تسجيل أسماءهم في كتاب الحياة. علاوة على ذلك، إذا رأينا أي شخص يتحوّل عن الخطيئة، وقد تخلى عن ظلمة الجهل وأتى إلى نور الحق، وقد استحق مغفرة الخطايا ونعمة الروح القدس، فعلينا أن نفرح ونبتهج مع هؤلاء الأشخاص. على نحو مماثل نفهم: "بكاءً مع الباكين". فالكتاب لا يأمرنا بأن نبكي مع النائحين على موتاهم، أو الذين يبكون على أي خسارة دنيوية. لأننا نعلم أن "حزن العالم ينشئ موتاً" (2 كو 7). وهكذا، لا يليق بنا أن تكون دموعنا مرتبطة بدموع مثل هؤلاء الناس. بدلاً منذ ذلك، علينا أن نبكي مع أولئك الذي قال الرب عنهم: "طوبى للباكين لأنهم يتعزون". إذا كان أحد يبكي على خطاياه الخاصة، إذا كان أحد يُقدِّم توبة بعد ارتكابه للذنوب، ويغسل خطاياه بالدموع، إذا كان أحد يئن وهو في هذا المسكن ويرغب في العودة إلى المسيح، ويُخفف من لهيب هذا الشوق المقدس بتدفق الدموع، فعلينا أن نضم دموعنا ونشارك أناتنا مع هؤلاء الأشخاص. "لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشئ توبة لخلاص بلا ندامة" (2 كو 7) منقووول |
|