رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة للهروب: 6 اهْرُبُوا نَجُّوا أَنْفُسَكُمْ، وَكُونُوا كَعَرْعَرٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. 7 «فَمِنْ أَجْلِ اتِّكَالِكِ عَلَى أَعْمَالِكِ وَعَلَى خَزَائِنِكِ سَتُؤْخَذِينَ أَنْتِ أَيْضًا، وَيَخْرُجُ كَمُوشُ إِلَى السَّبْيِ، كَهَنَتُهُ ورُؤَسَاؤُهُ مَعًا. 8 وَيَأْتِي الْمُهْلِكُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ، فَلاَ تُفْلِتُ مَدِينَةٌ، فَيَبِيدُ الْوَطَاءُ، وَيَهْلِكُ السَّهْلُ كَمَا قَالَ الرَّبُّ. 9 أَعْطُوا مُوآبَ جَنَاحًا لأَنَّهَا تَخْرُجُ طَائِرَةً وَتَصِيرُ مُدُنُهَا خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ فِيهَا. 10 مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ. [6-10]. نجد هنا دعوة إلى الهروب لنجاة النفس: 1. الهروب من أسوار المدن إلى عرى (عرعر) البرية. لعلها دعوة إلى عدم الثقة في الحصون البشرية التي يصنعها الإنسان لنفسه في غير اتكال على الله. فإن كانت البراري بلا حصون لكن موآب يظن أنها أكثر أمانًا من أسوار المدن التي تقتحمها بابل. على أي الأحوال إذ يهرب موآب إلى البرية حيث يحسب العدو أنه لا حاجة لاقتفاء أثره هناك لأن البرية نفسها تحطمه وتهلكه. 2. عدم الاتكال على الأعمال الذاتية والخزائن؛ فأنها تقيم إلهًا (كموش) لا يقدر أن يخلص نفسه ولا كهنته ولا رؤساءه. إذ يحمل الموآبيون تماثيل كموش معهم إلى المعركة تؤخذ منهم إلى أرض السبي علامة نصرة آلهة بابل على آلهه موآب. 3. لا يتحقق الهروب بتغيير المكان بل بتغيير الأعماق، فالتدمير يبلغ كل مدينة، يبيد المناطق العالية ويهلك الأماكن السهلة؛ لا المرتفعات ولا الوديان تقدر أن تخلص بل يد الرب العاملة في قديسيه. 4. الحاجة إلى جناحي الروح لكي تطير النفس من وجه الشر [9]، فلا تقطن بعد في الأماكن الخربة. ولعله هنا يحمل معني التوبيخ في شيء من السخرية، فإنه إذ يحل الخراب فجأة لا يعرف موآب إلى أين يذهب، فالأرض كلها قد تدمرت. إنه في حاجة إلى جناح يطير به بسرعة لكي يرتفع عن كل الأرض... ولكن إلى أين؟ 5. الجدية في العمل، إذ ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة [10]... هنا دعوة إلى بابل للعمل بكل جدية لتحقيق ما سمح به الرب من تأديب لموآب، وفي نفس الوقت هي دعوة إلهية لكل نفس في ممارستها للعمل الإلهي بإخلاص وجدية، في غير رخاوة. * أشار إرميا إلى أن الإهمال أمر خطير. "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" [10]. من كان في قائمة خدَّام الرب يلزمه أن يكون مجتهدًا ومتيقظًا. عندما يمسح الخطية من حياته بغيرته يتهيأ للاقتراب نحو الله، الذي يدعوه الكتاب نارًا آكلة (تث 4: 24؛ 9: 3؛ عب 12: 29). يلزمنا أن نتذكر أن الله الذي يجعل ملائكته أرواحًا هو نفسه روح، يجعلهم خدامًا له لهيب نار (مز 104: 4). البابا أثناسيوس الرسولي * يلزم على كل أحدٍ أن ينتبه إلى عمله الخصوصي ويهتم به برغبة، ويتممه بدون ملامة، بغيرة ونشاطٍ وعنايةٍ وسهرٍ، لئلا يستحق اللعنة، إذ قيل ملعون من يعمل عمل الرب باسترخاء [10]...خير لنا أن نباشر عملًا واحدًا بضبط وإحكام من أن نقوم بأعمالٍ كثيرة بدون إتقانٍ. لأن التشتت بين أشغالٍ كثيرة والتنقّل بين الأمور بحيث لا يُقضى منها شيء دليل على خفة متأصّلة في الطبع أو مدعاةً لتولِّد تلك الخفة. القديس باسيليوس الكبير يعلق الأب غريغوريوس الكبير على عبارة "ملعون من يمنع سيفه عن الدم" [10] قائلًا [الذين يمنعون السيف عن الدم إنما يمنعون كلمة الكرازة عن قتل الحياة الجسدانية (الشهوانية)، وقد قيل عن هذا السيف: "سيفي يفترس الجسد" (تث 32: 42)].* الإنسان الذي يصد "سيف الروح الذي هو كلمة الله" (عب 6: 7) من سفك الدم، بالتأكيد يسقط تحت اللعنة التي أعلنها إرميا قائلًا: "ملعون من يمنع سيفه (الكتاب المقدس) عن الدم" [10]. إذًا لنفعنا يُسفك الدم الفاسد الذي لمادة خطايانا (بكلمة الله). هذا هو السلاح الذي يقطع وينقي كل أمر شهواني وأرضي ينمو في نفوسنا. إنه يجعل الناس يموتون عن الخطية، ويعيشون لله، ويزدهرون بالفضائل الروحية. الأب بينوفيوس |
|