رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة (25) النمو في الخدمة بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث فى الواقع إن النمو هو شرط أساسى من شروط الخدمة الناجحة فالخدمة الروحية هى خدمة دائمة النمو ونمو الخدمة له مظاهر متعددة فهو نمو فى العدد سواء بالنسبة إلى الخدام أو المخدومين.وكذلك فى تفاصيل الخدمة وفى نوعيتها،كما أنه أيضا نمو فى الروح ولنبدأ بالنمو فى العدد: النمو فى العدد: ولعل أبرز مثال هو خدمة السيد المسيح ورسله القديسين: إن السيد اطسيح باثنى عشر تلميذا مت 1 ثم بسبعين أخرين لو 10 نسمع عن مائة وعشرين يوم اختيار متياس أع ا : 15 ونسمع أيضأ عن أكثر من خمسمائة أخ ظهر لهم السيد دفعة واحدة بعد قيامته 1 كو 15 : 6 كما نعرف أنه كانت تزحمه الجموع،وألاف كانوا يسمعونه يو 6 : 10 وازداد العدد،فاعتمد ثلاثة ألاف فى يوم الخمسين أع 2 : 41 وبعد شفاء الرجل الأعرج على باب الجميل،أمن كثيرون وصار عدد الرجال نحو خمسة ألاف أع 4 : 4 واستمر النمو حتى يقول الكتاب فيما بعد وكان مؤمنون ينضمون إلى الرب أكثر، جماهير من رجال ونساء أع 5 : 14 . بل فى كل يوم،كان ينضم إلى الكنيسة مؤمنون جدد وفى ذلك يروى سفر أعمال الرسل فيقول وكان الرب فى كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون أع 47:2 ويتطور الرب حتى قيل وقت اختيار الشمامسة السبعة وكانت كلمة الرب تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا فى أورشليم،وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان أع 7:6 ثم بعد ذلك نسمع كن انضمام مدن وشعوب ليس فقط فى أورشليم،وإنما أيضا فى كل اليهودية والجليل والسامرة. حتى الذين تشتتوا من جراء الاضطهاد،جالوا مبشرين بالكلمة اع 4:8 وإذا بالسامرة قد أمنت،وأرسل إليها مجمع الرسل بطرس ويوحنا لكى يمنحاهم الروح القدس بعد أن اعتمدوا أع 14:8 - 17 ويسجل سفر أعمال الرسل عبارة جميلة جدا عن هذا النمو يقول فيها: وأما الكنائس فى جميع اليهودية والخليل والسامرة فكان لها سلام،وكانت تبنى وتسير فى خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر أع 9 : 31 وانتقل العمل الكرازى الي فينيقية وقبرص وأنطاكية وأمن عدد كثير ورجعوا. إلى الر ب واجتمع برنابا وشاول فى الكنيسة فى أنطا كية سنة كاملة،وعلمنا جمعا غفيرا،ودعى التلاميذ مسيحيين فى أنطا كية أولاد أع 11 - 19 - 21 وبنشاط القديس بولس الرسول ومساعديه ازداد نمو الكنيسة وانضم إليها كثيرون من بلاد اليونان فى مكدونية فى تسالونيكى،وفيلبى،وبيريه،وغير ذلك فأمن كثيرون منهم ومن النساء اليونانيات الشريفات ومن الرجال عدد ليس بقليل أع 17 : 12 .ثم انتقل الإيمان إلى أثينا أع 17 وانتقل الإيمان إلى رومة،حيث ذهب إليها القديس بولس وبشرها . وهناك أقام بولس سنتين كاملتين فى بيت استأجره لنفسه وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه،كارزا بملكوت الله،ومعلما بأمر الرب المسيح،بكل مجاهرة بلا مانع، أع 28 : 31،30 وذهبت الكرازة إلى مصر والشرق وهكذا ازداد النمو عدديا وجفرافيا،وتحققت فيهم نبوءةالمزمور: وفى كل الأرض خرج منطقهم،وإلى أقصى المسكونة كلماتهم مز 19 : 4 واستطاعت كنيسة الرسل فى حوالى 35 سنة بعد القيامة أن تنفذ وصية السيد المسيح الذى قال لتلاميذه 0 وتكونون لى شهودأ فى أور شليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض أع 1 : 8 وأيضا قوله لهم ا ذهبوا وتلمذو جميع الأمم وعمدوهم.. مت 19:28 اذهبوا إلى العالم أجمع،وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها مر 16 : 15 وقد نجحوا فى ذلك على الرغم من كل المقاومات سواء مقاومات اليهود ومؤمراتهم،والقائهم فى السجون،أومقاومات مجامع الفلاسفة أع 9:6 أو محاكمات الدولة الرومانية وعلى الرغم من الاضطهادات المريرة وعصور الاستشهاد القاسية وعلى الرغم أيضا من قلة الإمكانيات التى كانت لهم. نقول هذا لنعاتب،ليس فقط الذين توقف نموهم،بل نقص عددهم فى بعض المناطق بنمو عمل الطوائف الأخرى وأنشطتهم وإغراءاتهم!! كل من تقابله،كلمة لتجذبه إلى الله أرثوذكسيا كان أو غير أرثوذكسى. اذهب وألق بذارك على كل أرض،كما فى مثل الزارع الذى ألقى البذار،ليس فقط على الأرض الجيدة وإنما حتى على الأرض المحجرة والأرض المليئة بالشوك،والأرض التى ليسر لها عمق متى 13 : 3 9 وفى عملك كخادم اذكر الرمز فى كلمة الرب التى قالها منذ بدء الخليقة وفى أيام نوح: أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض،وأخضعوها تك 1 : 28 تك 1:9 ولا تؤخذ هذه الآية من الناحية الجسدانية أو المادية فقط..،وإنما بمعناها الروحى أيضا ،وعبارة اخضعوها في تك 28:1 تعنى من الناحية الروحية أخضعوها لكلمة الله،أو لوصيته وهكذا نصلى كل يوم قائلين فى المزمور فلتعترف لك الشعوب يا الله،فلتعترف لك الشعوب كلها ..ليعرف فى الأرض طريقك،وفى جميع الأمم خلاصك مزا 3،2:6 ،والعجيب أن داود النبى صلى هذا المزمور فى وقت كان اليهود فيه ينادون بأنهم شعب الله المختار!!ولكنه صلى من أجل الشعوب ومن أجل خلاص الأمم كلها ..ألعلها كانت نبوءة عن خلاص الأمم،أو هى معرفة نبوية بمحبة الله لكل الشعوب وانتشار الإيمان بين الكل..! أمثلة للنمو: أعطانا الرب فكرة عن ذلك فى مثل دحبة الخردل ،إذ قال: يشبه ملكوت السمرات حبة خردل،أخذها إنسان وزرعها فى حقله.ولكن متى نمت،فهى أكبر البقول،وتصير شجرة حتى أن طيور السماء تأتى وتتأوى في أغصانها متى 13 : 32،31 ،. إن مثل البذرة النامية يبكتنا كثيرا فى قدمتنا كيف أن بذرة صغيرة تصير شجرة عظيمة بنموها ..وأنت أيها الخادم هل نموت وزدت نموا حتى تأوت الطيور فى اغصانك؟أم لاتزال بذرة فى الأرض!! مثال آقر قاله الرب في مر 26:4 -28 هكذا ملكوت الله:كان إنسانأ يلقى على الأرض وينام ويقوم ،ليلأ ونهارا والبذار يطلع وينمو وهو لايعلم كيف؟لأن الأرض من ذاتها يأتى بثمر:أولا نباتآ،ثم سنبلأ ،ثم قمحأ ملآن فى السنبل مر 4 ..فهل خدمتك التى بدأت كحبة قمح،أصبحت سنابل ملآنة وأنت لاتعلم كيف لأن روح الله قد عمل فيها بعد أن ألقيت بذارك وأصبح النبات ينمو من ذاته ويأتى بثمر. مثال ثالث هو الزرع الجيد،الذى آتى بثمر ثلاثين وستين ومائة متى 13 : 23 أما مرقس الرسول فيقول عن هذا النوع من الزرع وسقط أخر فى الأرض الجيدة،فأعطى ثمرأ يصعد وينمو فأتى واحد بثلاثين وأخر بستين وآخر بمائة مر 4 : 8 جميلة هنا عبارة أعطى ثمرأ يصعد وينمو مثال رابع زنابق الحقل متى 29،28:6 لست أتكلم هنا عن جمال زنابق الحقل،التى ولاسليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها ولست اقصد التركيز على الإيمان فى كيف أن الله قد ألبسها هذا الجمال ،إنما ألفت النظر هنا إلى قول الرب عن هذه الزنابق: تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو.. مت 28:6 ألا نأخذ درسا من هذه الزنبقة البسيطة كيف تنمو فنتمتع نحن بجمالها ورائحتها ..بل ليست الزنبقة فقط،إنما كل شجرة تنمو سواء الجزء الظا هر لنا منها فوق سطح،بل أيضا جذورها المخفاة تنو.. وهفا نقول لك ملاحطة أخرى،إلهية وكتابية،وهى: كلما تنمو وتأتى بثمو ينقيك الرب لتأتى بثمر أكثر وهكذا يقول الرب عن الكرمة والأغصان أنا الكرمة وأبى الكرام كل غصن فى لايأتى بثمر ينزعه وكل ما يأتى بثمر ينقيه ليأتى بثمر أكثر يو 15 : . 1 ، 2 مثال أخر فى النمو هو النخلة والأرز حيث يقول الكتاب: الصد يق كالنخلة يزهو،كالأرز فى لبنان يعلو مز 12:92 هل رأيت النخل والأرز كيف ينمو ويزهو ويعلو؟إن كنت صديقأ فافعل هكذا ،سواء فى روحياتك أو فى خدمتك هنا ننتقل إلى نوع أخر من النمو،هو النمو الروحى. النمو الروحى: يقول الأب الكاهن فى أوشية الاجتماعات فى القداس الإلهى وأما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف،وربوات ربوات يصنعون مشيئتك ليس المهم هو الألوف والربوات،وإنما عبارة يصنعون مشيئتك ولسر نقصد بنمو الخدمة مجرد النمو العددى إنما بالحرى النمو الروحى وهكذا فى بدء كنيسة الرسل نرى هذا المبدأ واضحا فى قول الكتا ب وكان الرب فى كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون أع 47:2 . .إذن ليس مجرد انضمام أشخاص جدد هو الذى يمثل عضوية الكنيسة إنما الذين يخلصون لهذا جاهدوا من أجل النمو فى الخدمة واذكروا قول الرسول إذن يا إخوتى الأخباء كونوا راسخين غير متزعزعين،مكثرين فى عمل الرب كل حين،عالمين أن تعبكم ليس باطلا فى الر ب 1 كو 15 : 58 النمو فى الخدمة هو إذن وصية إنجيلية: القديس بولس الرسول يقول مكثرين فى عمل الرب كل حين والسيد الرب نفسة يقول، أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأيضا أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها فما مدى مساهمتك فى نمو هذه الخدمة. لتكن خدمتك إذن نامية عدديا وجفرافيا وروحيا .إن لم تزد خدمتك فى العدد فلا تجعلها تقل،وأعطها عمقا روحيأ فى العدد القليل،حتى لو كان مجرد أفراد أسرتك قل حينئذ مع يسوع النبي أما أنا وبيتى،فنعبد الرب يش 15:24 إذن لايكفى نمو عدد الذين يدخلون إلى الكنيسة بل يجب أن ينمو عدد الذين يتوبون ويعترفون ويتناولون ،لاتفرح فقط بالذين يستمعون إلى دروسك بل بالحرى بالذين يعملون بها،وينفذون وصايا الله،كما قال السيد المسيح فى خاتمة عظته على الجبل من يسمع أقوالى ويعمل بها أشبه برجل عاقل بنى بيته على الصخر متى 24:7 ولذلك نصلى نحن فى أوشية الإنجيل ونقول للرب اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة.. إن النمو فى المعرفة لايكفى،بل يجب أن يكون النمو فى العمل بالاكثر.لقد قال أيوب الصديق للرب بسمع الأذن قد سمعت عنك.والآن رأتك عيناي أى 5:42 إذن لانقف عند عبارة سمعت عنك إنما يجب أن تندرج منها إلى عبارة رأتك عيناي أو إلى قول المرتل فى المزمور ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب مز 8:34 هنا فى النمو الروحى لمخدوميك،ينتقلون من السمع إلى الرؤية إلى المذاقة. أما كيف يكون ذلك؟ وكيف يتحقق هذا النمو في حياتك وحياتهم فهذا ما أود ان احدثك عنه في عدد مقبل ان احبت نعمة الرب وعشنا |
|