رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليست دولة
الدولة التى يهرب فيها رئيسها من متظاهرين حول قصره ومن الباب الخلفى ثم يتشكَّى من إصابة سائق سيارته المصفَّحة، ليست دولة. الدولة التى يحاصر فيها إخوان وإسلاميون مبنى المحكمة الدستورية العليا ويمنعون القضاة من الدخول، ليست دولة. الدولة التى يحاصر فيها متطرفون ومتعصبون وإرهابيون مبنى مدينة الإنتاج الإعلامى يهدِّدون ويرهِّبون الإعلاميين، ليست دولة. الدولة التى يمنع فيها معتصمون ثوريون المواطنين من دخول مجمع المصالح الحكومية فى التحرير ردًّا على حصار المحكمة الدستورية، ليست دولة. الدولة التى يديرها مرشد جماعة غير شرعية، ليست دولة. الدولة التى يقف ضباط شرطتها يتفرجون على بلطجية جماعة تضرب وتعتدى على معتصمين دون أن تتدخل، ليست دولة. الدولة التى تحمى ميليشيات جماعة مندوبها فى قصر الرئاسة، وتهدد بأنها ستدافع عنه وعن مؤسسات الدولة، ليست دولة. الدولة التى يتهم رئيسها مجموعة من المواطنين بالتآمر عليه والتخطيط للحرائق والعنف فتفرج النيابة عنهم جميعا لبراءتهم من تهم الرئيس العلنية، ليست دولة. الدولة التى يهلل فيها قطعان من الناس لقرار رئيس ويهللون لإلغاء نفس القرار، ليست دولة. الدولة التى يرفع متظاهرون على بوابة قصر الحكم فيها لافتة «الشعب يريد إسقاط النظام»، ليست دولة. الدولة التى لا تفرغ أبدا من طراطير وقراطيس ينافقون رئيس أى عصر، ليست دولة. الدولة التى يعيِّن فيها الرئيس النائب العام بمزاجه وبرضاه وبهواه، ليست دولة. الدولة التى يعمل فيها رئيس حكومتها سكرتيرا لجماعة ووفق تعليمات رجل لا يملك مؤهلا للكفاءة سوى أنه صاحب سلسلة سوبرماركت، ليست دولة. الدولة التى يبلطج فيها أى بلطجى كما يشاء ويرتع، ليست دولة. الدولة التى يتفاوض فيها مستشار الرئيس ونائبه مع الرئيس باسم المعارضة، ليست دولة. الدولة التى يتعامل معها رئيسها باعتبارها قبيلته وعشيرته، ليست دولة. الدولة التى سقط فيها قتلى فى معارك أهلية بينما لم يتحمل رئيسها مسؤولية هذا الدم، ليست دولة. الدولة التى تعرف أنها على وشك الإفلاس بينما يعجز رئيسها عن لمّ الشمل، ليست دولة. الدولة التى تعانى من الانقسام فينحاز رئيسها إلى قسم ويقسم على قسمة البلد وتتفرج أجهزته عاجزة عن رده، ليست دولة. الدولة التى يعتقد رئيسها أنه خطيب جمعة وأننا مصلون لا مواطنون، ليست دولة. الدولة التى يعمل فيها رئيس لخدمة ولخطة جماعته لا لبلده، ليست دولة. الدولة التى لا يتعامل رئيسها بأى اهتمام ولا يمنح أى قيمة لتقارير أجهزة مخابراتها وأمنها القومى والوطنى والحربى ويهتم بتقارير رصد جماعته، ليست دولة. فكيف بعد كل هذا تطلب منا أن لا نعارض ونهاجم سياسيا، ونكشف ثغرات ونكبات ومصائب سياسة رئيس الدولة؟ إبراهيم عيسى |
|