|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة فوستينا أرتجف عندما أفكر أن عليّ أن أؤدّي حساباً عن لساني. فاللسان يعطي الحياة ولكنه يتسبّب بالموت أيضاً. نقتل بلساننا أحياناً، نرتكب جريمة حقيقية. ولا نزال نعتبر ذلك شيئاً لا أهمية له. لا أفهم حقاً مثل هذه الضمائر. عرفتُ شخصاً، أصابه مرض عضال، لمّا علم أنّه تُحدِّث باطلاً بحقّه، نزف دماً وفيراً وبكى دموعاً سخينة وكانت النتيجة محزنة. لم يصنع السيف ذلك بل اللسان. فيا يسوع الصامت إرحمنا. لقد تهتُ في موضوع السكوت، لكن قصدت أن لا أتحدّث عنه بل بالأحرى عن علاقة حياة النفس بالله وتجاوبها مع النعمة. عندما تتطهّر نفس ويصبح الله في حالة ألفة معها، تبدأ باستجماع كل قواها الداخلية جادّة نحو الله. غير أنّ النفس لا تستطيع شيئاً وحدها. الله وحده يدبّر الأمور. فالنفس تعرف ذلك وتتذكّره ولكن هي تعرف جيداً أنها ما تزال في منفى وقد تأتي أيام مدلهمّة وممطرة، ولكن عليها أن تنظر إلى الأمور على غير ما كانت تنظر إليها حتى الآن. فلا تفتّش عن طمأنينة في سلام مزيّف بل تستعد للمعركة. وتدرك أنها في ميدان حرب، متنبّهة لكل شيء. وهذا موقف ملوكي. يتمحور همّها حول ما هو عظيم ومقدّس. |
|