مريم كانت منفصلةً بكليتها عن التعلق بالأقرباء، بعد أنها منذ السنة الثالثة من عمرها، السن الذي به توجد الأطفال أشد تعلقاً بأقربائهم، وبأوفر أحتياج للمساعدة منهم. قد تركت هي والديها وأنسباءها، ودخلت الى هيكل الرب بكل هدوٍ وسرورٍ، بعيدةً عن كل واحد بالأنفراد. لتهتم بالتردد المتصل مع الله وحده. منفصلة القلب عن محبة الملابس. مكتفيةً بأن تعيش فقيرةً على الدوام، بعيدةً عن حب الكرامات، مختارةً عيشة التواضع والأحتقار، ولئن كان يحق لها أن تسمى سلطانةً، لأجل تسلسلها من نسل ملوك يهوذا. وقد أوحت هذه الأم الإلهية عينها للراهبة التي من قانون القديس بناديكتوس الطوباوية أليصابات، بأنها حينما دخلت هيكل الرب. قد عزمت على أن لا تعرف لها أباً آخر، ولا أن تحب خيراً آخر سوى الله وحده.*