"فإنّه منعمٌ على غير الشاكرين والأشرار" (لو 6: 35). كل ما يعطيه الله نعمة لا أَجْرٌ. النعمة مجّانية. ليس أحدٌ مستحقاً. الله يعطي لا لأنّنا مستحقّون بل لأنّه صالح.
وعلامة صلاحه أنّه "يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويَمطُرُ على الأبرار والظالمين" (مت 5: 45). ليس الفضل لمَن يشاء ولا لمَن يسعى بل "لله الذي يرحم" (رو 9: 16). نحن نسعى لا لتكون لنا المكافأة.
هذه شيمة النفعيِّين. ليس عند الله شيء يعطينا إيّاه. يعطينا نفسه. نسعى ليكون لنا المسيح. بغير كلام، نسعى لأنّنا نطلب أن نُحِبّ. في مقابل إعطاء يسوع ذاته لنا: "خذوا كلوا، هذا هو جسدي، اشربوا منه كلّكم، هذا هو دمي..."، لا شيء نعطيه. نعطي ذواتنا.