القديس بولس
+نرجع إلى ذهبي الفم لنسمعه يقول: "إن بولس في رسالته إلى أهل رومية يكرم الجميع بالتساوي ولو أنه -في الوقت عينه- يوضِّح الفضيلة بكل منهم. فهل في اعترافه بتعب النسوة في الرب تناقض لقوله بأن تصمت النساء في الكنيسة؟ كلا. فهو أقّر بحقهن في الجهاد وفي الخدمة ولكن هنا إقصاءهن عن "البيما"(1) لا عن كلمة التعليم. وإلا فكيف علّمت بريسكلا أبولوس على مرأى ومسمع من بولس؟ ثم إن قوله "تعبت كثيرًا في الرب" يُبيِّن أن تعبها تضمّن التعليم إلى جانب تقديم المال والتعرّض للمخاطر والقيام بالأسفار. لأن النسوة في ذلك العصر امتزن ببسالة الأسود لأن الرسل أنفسهم قد أفسحوا لهن المجال لمشاركتهم، فجاهدن من أجل الإنجيل وهن راضيات بما يجلبه عليهن هذا الجهاد من مخاطر: فسافرن، وحملن الرسائل، وقدمن مختلف الخدمات من غير تردد. فالرسل قد اقتدوا بمخلصهم الذي كانت تتبعه النسوة(2).