رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَخَذَ يسوعُ الأَرغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَ مِنها على الآكِلين، وفَعَلَ مِثلَ ذلك بالسَّمَكَتَين، على قَدْرِ ما أَرادوا "وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَ " في الأصل اليوناني εὐχαριστήσας διέδωκεν(معناه شكر ووزَّع) فتشير إلى فعلين في اليونانيَّة يختلفان من حيث صيغة الزَّمن، فصيغة فعل "شكر" هنا يدل على الاستمراريَّة، ذلك كان يتكاثر الخبز عند توزيعه. ويعلق القدّيس هيلاريون: "لم تصر الأرغفة الخمس عديدة بفعل التَّكثير، بل صارت القطع تتابع وتدهش الّذين يقطعونها، كما لو كانت قد قُطِعَت مُسبَقًا! فالمادّة واصلت امتدادَها" (شرح لإنجيل القدّيس متّى). إن دلّت أعجوبة تكثير الخبز وسر الإفخارستيا على شيء، إنَّما يدلان على الحبِّ الشَّديد الذي يكنُّه الله للبشريَّة جمعاء. لا يتجاهل الرَّب يسوع احتياجات الإنسان فهو يهتم بكل جانب من حياتنا، الجانب المادي والجانب الرُّوحي أيضًا ويُعلق القديس أمبروسيوس "أعطى يسوع للبعض خبزًا من الشَّعير لئلا يخوروا في الطَّريق ومنح سرّ جسده للآخرين (متى 26: 26) لكي يجاهدوا من أجل الملكوت". قبل أن يوزِّع السَّيد المسيح الخبز والسَّمكتين على تلاميذه شكر لكي يُدرِّبنا على حياة الشُّكر. إنه يُعلمنا أن نقدم الشُّكر لله على كل بركاته الرُّوحيَّة والجسديَّة، فإن ما لدينا هو عطيَّة مجانيَّة من لدنه. وكما يقول بولس الرَّسول: " فكُلُّ ما خَلَقَ اللهُ حَسَن، فما مِن طَعامٍ مَرْذولٍ إِذا تَناوَلَه الإِنسانُ بِشُكْر، لأَنَّ كَلامً اللهِ والصَّلاةَ يُقَدِّسانِه " (1 طيموتاوس 4: 4-5). وهذه المعجزة هي المعجزة الوحيدة التي ذكرها كل من الإنجيليِّين الأربعة. وذكرها يوحنا كمقدِّمة لخطابه. وهذه المعجزة دعوة لكل المؤمنين كي يسدّوا احتياجات الآخرين كخدمة إيمانيَّة مسيحيَّة وليست اجتماعيَّة فقط. |
|