رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تطور الفكر الشيطاني للماسونية بينما كانت الماسونية تساند الفلاسفة والعلماء لتكوين العقل الجمعي الرافض للأديان ووضع أفكار تأليه الطبيعة، كان هناك تياراً أخر سري ينمو ويأخذ في التغلغل في المجتمعات الشرقية والغربية وهو تيار الثيوصوفية أو الاتجاه للقوى الخفية وراء الطبيعة وتأليه الكائنات. وقد تجمعت في الشرق في القرن التاسع والعاشر في مدارس سرية ترجمت الأفكار الهرمسية المصرية القديمة واليونانية وامتزجت مع أفكار الزرادشتية والبوذية. وفي الغرب انتشرت عن طريق التطور التاريخي لجماعة فرسان المعبد وهم الكيان الذي تكون من مجموعة من رهبان فرنسيين حصلوا من "بلدوين الثاني" ملك القدس على مسكن لهم بالقرب من موضع هيكل سليمان القديم عام 1099م. وكان الغرض المعلن هو حماية الحجاج المسيحيين، ولكن في الحقيقة كان لهم هدفاً أخر خفياً وهو التنقيب على كتابات وآثار لتقليدات يهودية ومصرية قديمة ووجدوها في حفريات بالقرب من المعبد وكانت هذه هي أساس القابالاه كما شرحناها في مقالات سابقة، ولكن كان هناك مؤسس أخر لهم وهو الراهب "برنارد" رئيس دير كليرفو بفرنسا عام 1128م وهو الذي كلفه البابا إيجين الثالث بالدعوة للحملة الصليبية الثانية عام 1145م. وكشفت مخطوطات سرية محفوظة في مكتبة باريس الوطنية عام 1970م عن وثائق تحوي أفكار لجماعة تنتمي إلى فرسان الهيكل اسمها "أخوية صهيون" تأسست عام 1099م والتي ظهرت حديثاً مرة أخرى في فرنسا عام 1956م كجماعة ماسونية عملها تزوير وثائق التاريخ وتلفيق القصص الوهمية ونشرها عن طريق شركات سينمائية ودار نشر كثيرة تحت سيطرتهم وتمويل مفكرين لنشر هذه الأفكار والتي من أعمالها شفرة دافنشي لـ "دان براون". يقول "جيو جينو" الفرنسي: "أن القابالاه ترتعد منها فرائص عزرائيل نفسه فالعلوم الشريرة تتسرب من صفحاتها كسم الثعبان". وفي القرن الثاني عشر أخذ فرسان المعبد التوسع في أعمالهم حتى أنهم صاروا من أكبر رجال المال في العالم وأصبحوا يقرضون حكومات وضموا أعضاء جدد كثيرين وبالرغم من مظهرهم الخارجي المسيحي إلا أنه كانت لهم اجتماعات وطقوس سرية في قلاع محصنة. وأنشأ فرسان المعبد ميثاقاً جديداً لهم يجسد تعاليمهم السرية التي فيها طقوس التعبد للقوة الخفية للإله الأعلى والشيطان معاً، وقدموا طقوس شيطانية لإله وثن اسمه معبود الحكمة والمسمى منيرفا عند اليونانيين واتخذت الماسونية نفس صورة هذا الإله وهو البومة. كما أنها مذكورة في أسطورة ليليث الشخصية الأسطورية في كتب سحر القابالاه اليهودية وحسب الأسطورة أن آدم خلق من طين وخلقت معه ليليث أيضاً من الطين وكانت زوجته الأولى قبل حواء. وكان آدم يحاول إخضاعها له، ولكنها تمردت عليه وقالت له نحن متساويين وهربت منه وأصبحت عشيقة للشيطان فمسخت إلى بومة وصارت تحيا في الظلام والخرابات. وقد صورها فرسان المعبد أيضاً بصورة أنثي برأس ماعز وهي رمز قوة الحرية والتحدي. وبدأوا أيضاً في اختراق مهنة بناء القلاع والكاتدرائيات في القرن الحادي عشر لذلك أحد رموز الماسونية هي الزاوية القائمة والفرجار، ويقولون إن الإله هو المهندس الأعظم وقد بنوا ومولوا هذه الأبنية لينشروا فكرهم الوثني والسري من خلالها. فكانت البداية بناء كاتدرائية شارتر في فرنسا عام 1194م وبنيت على أنقاض معابد وثنية، وتوجد تحت الكاتدرائية أنفاق تدل على هذه المعابد الوثنية. وقد أدخلوا التماثيل في بناء الكنائس الكاثوليكية لأول مرة فلم تكن في كنائس العالم كله أي تماثيل، بل كانت أيقونات فقط، ولكن وضعوا التماثيل أول مرة في كاتدرائية شارتر. بل وضعوا تمثالاً للسيدة العذراء أسود تمثل إيزيس وهي تحمل حورس على يديها وسوداء أي مصرية، وهذا لأنه فرسان المعبد جمعوا الفكر الهرمسي الذي يحوي الأساطير المصرية ودمجوها مع العبادات الوثنية كقوة كونية شاملة للإله الذي حسب تصوراتهم يسكن الطبيعة. كما توجد أيضاً رموز وثنية في الكثير من الكاتدرائيات التي قاموا بتشييدها، ولكن الملك فيليب ملك فرنسا طمع في ثرواتهم وشجعه على هذا أن الكنيسة الكاثوليكية وجدت أنهم ليسوا مسيحيون، بل لهم طقوس شيطانية فصدر أمر ضدهم عام 1312م بحرقهم ومصادرة أملاكهم. وتدارك الماسونيين الخطأ الذي وقعوا فيه وهو عدم قبول العقل الجمعي لأفكارهم فبدأ الماسونيين في توجيه العقل الجمعي من جديد لقبول فكرة وحدة الكون وتأليه الطبيعة وعبادة القوى الإلهية بديلاً للأديان. وبدأت السيطرة على مصادر التمويل في العالم إلى أن أعلنت جماعة اسمها المتنورين عن وجودهم. واسم المتنورين نسب إلى أكثر من جماعة منها جماعة "بازيد الأنصاري" في أفغانستان في القرن السادس عشر، ولقب "بازيد" يعني حكيم النور. وجماعة أخرى في إنجلترا كانوا من اليهود الذين تحت ضغط الاضطهاد أعلنوا أنهم مسيحيون من الخارج، ولكنهم كونوا جماعة سرية لها اسم المتنورون وانضمت كل هذه الجماعات فيما بعد إلى المحفل الماسوني. ولكن الجماعة الشهيرة للمتنورين هي التي تأسست عام 1776م في بافاريا بألمانيا بصورة سرية وكان مؤسسها وكاتب دستورها هو "آدم وايسهاوبت" وقد درس القانون والفلسفة في جامعة يسوعية في بافاريا، وألقى محاضرة عام 1782م قال فيها: "العالم لا يحتاج إلى الروحانية فالأهم أن يكون الإنسان حراً". واكتشفت حكومة بافاريا عام 1784م هذه الجماعة ووجدوا وثائق لأفكارهم التي تبنت الأفكار الهرمسية والوثنية وما فيها من عبادات للشيطان، وفيها أيضاً مخططات ضد الدولة فتم حظر هذه الجماعة وهرب وايسهاوبت. وقاد الجماعة بعده "أدولف فون فرانز" وأعلن انضمامهم إلى المحفل الماسوني. وكان أدولف يمارس السحر والتنجيم وطقوس العبادة الشيطانية علنياً. وبدأ عصر القوى الماسونية العلنية |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن اتضاع الفكر يؤدّي إلى اتساع الفكر |
الأول الفكر، وبعد ذلك بقية الفكر. ما هو الفكر الأول؟ |
إن كانت الزحافات تشير إلى الفكر الشيطاني |
الفكر يسبق العمل والعمل يتبع الفكر ويعزِّزه |
تخصصات في العمل الشيطاني |