تحطيم طاقات النفس والجسد: "أخذت بنيك وبناتك الذين ولدتهم لي وذبحتهم لها طعامًا... إنك ذبحت بنيَّ وجعلتهم يجوزون في النار لها" [20-21]. لقد صنع الشعب هذا بصورة حرفية حينما قدموا أطفالهم الذين هم أطفال الله وذبحوهم وأَجَازوهم في النار في عبادات وثنية. كانت الأمهات يأخذون أطفالهن حديثي الولادة ويقدموهن ذبائح للإله ملوخ. يستلمهم الكهنة، وعلى أصوات ضرب الطبول العالية يلقون على أذرع الإله النحاسية المحماة بالنار، فلا يسمع أحد صرخات الأطفال، بل يرقص كل طربًا ويزنون... كعبادة للإله!! الأطفال الذين كان ينبغي أن ينشأوا كأولاد لله مقدسين في الحق يُقدمون ذبائح للشيطان! أما رمزيًا فالبنون والبنات الذين نلدهم للرب ثم نعود فنذبحهم لحساب الشيطان، فهم طاقات النفس والجسد التي تتقدس بالروح القدس، ثم نعود فنُنجسها في رجاسات شريرة. فالمؤمن إذ يتقبل من يدي الرب المحبة ليتسع قلبه بالحب لله والناس، أحيانًا ينحرف بها لتصير شهوة جسدية لتخدم أغراضه الذاتية لحساب عدو الخير. وهكذا كل دوافع النفس وميولها وطاقاتها يلهبها الروح القدس لتصير كأبناء وبنات لله تعمل، داخل القلب لحسابه، متى انحرفت صارت لخدمة مملكة الظلمة.